تعالى : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً) وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ (١) وقال تعالى : (إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً) (٢) أي : تنويرا كما مر ، ومن عصى الله [سبحانه] لم يمده بشيء من ذلك ما دام مصرا على عصيانه.
فشبه الله سبحانه سلبه إياهم ذلك التنوير بالختم والطبع.
[معنى الغشاوة والوقر والحجاب]
وأما قوله تعالى : (وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) (٣) وقوله تعالى حاكيا : (وَفِي آذانِنا وَقْرٌ) وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ (٤) فتشبيه لحالهم ـ حيث لم يعملوا بمقتضى ما سمعوا وأبصروا ، ولا بنصيحة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بمن في أذنيه وقر ، فلا يسمع من دعاه ، وعلى بصره غشاوة فلا يبصر شيئا ، وبمن بينه وبين الناصح حجاب لا تبلغ إليه نصيحته مع ذلك الحجاب (٥).
[معنى التزيين]
والتزيين : التحسين.
العدلية : والله [تعالى] لا يزين المعاصي خلافا للمجبرة.
قلنا : تزيين القبيح صفة نقص ، والله يتعالى عنها.
قالوا : قال تعالى : (كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ) (٦).
قلنا : المراد من الآية عملهم اللائق لهم (١) ، وهو المفروض والمندوب ، زينه الله تعالى بالوعد بالثواب ، والسلامة من العقاب ، فلم يقبلوا إلا ما زينه الشيطان من
__________________
(١) محمد : ١٧.
(٢) الأنفال : ٢٩.
(٣) البقرة : ٧.
(٤) فصلت : ٥.
(٥) ووجه التشبيه عدم الانتفاع.
(٦) الأنعام : ١٠٨.