قالوا : لو كانت هي ذات الله لما وجب تكرير النظر بعد معرفتها ، كما سبق ذكره.
قلنا : ذات الله هي الله ، ولم يعرف الله من لم يكرر النظر ، فتكرير النظر لم يكن بعد معرفة ذات الله حينئذ.
(فصل) والله سميع بصير.
جمهور أئمتنا عليهمالسلام ، والبغدادية : وهما بمعنى عالم (١).
بعض أئمتنا عليهمالسلام (٢) وبعض شيعتهم ، والبصرية : بل بمعنى حي لا آفة به.
قلنا : السميع حقيقة لغوية مستعملة لمن يصح أن يدرك المسموع بمعنى محله الصماخ (٣).
والبصير : حقيقة كذلك لمن يصح أن يدرك المبصر بمعنى محله الحدق (٤) والله سبحانه ليس كذلك ، فلم يبق إلا أنهما بمعنى عالم (٥) ، وقد قال تعالى : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (٦) والسر : إضمار في القلب غير صوت ، قال الله تعالى : (فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ) (٧) قالوا (٨) : بل هما حقيقة كذلك لمن يصح أن يدرك المسموع والمبصرة بالحياة (١).
__________________
(١) وكذلك سامع ، مبصر ، ومدرك.
(٢) كالإمام المهدي أحمد بن يحي المرتضى عليهالسلام.
(٣) الصماخ : ثقب الأذنين.
(٤) الحدق : العيون الجارحة ، قال في الصحاح : حدقة العين : سوادها الأعظم ، والجمع : حدق ، وحداق.
(٥) قال السيد حميدان عليهالسلام : مذهب العترة عليهمالسلام أن الله سبحانه مدرك لجميع المدركات ، درك علم لا كيفية له ، ولا يجوز توهمه ، ولا التفكر فيه. ش ١ / ٣٩٣.
(٦) الزخرف : ٨٠.
(٧) يوسف : ٧٧.
(٨) أي : من خالفنا من المعتزلة.