وبمعنى : أحكم ، قال تعالى : (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) (٢).
وبمعنى : بين ، يقال : قدر القاضي نفقة الزوجة ، أي : بينها.
وبمعنى : قاس وماثل ، يقال : قدرت ذا على ذاك ، أي : قسته به ، وجعلته مثله.
وبمعنى : فرض ، يقال : قدر ما شئت ، أي : افرض ، وأوجب.
فيجوز أن يقال : إن الله تعالى قدر الطاعة ، بمعنى : فرضها ، وقدر الطاعة والمعصية ، بمعنى : بينهما.
العدلية : لا بمعنى : خلقهما ، خلافا للمجبرة. لنا : ما مر.
فرع [في بيان القدرية]
والقدرية : هم المجبرة ؛ لأنهم يقولون : المعاصي بقدر الله ، ونحن ننفي ذلك ، والنسبة في لغة العرب من الإثبات لا من النفي ، كثنوي لمن يثبت إلها ثانيا مع الله ، لا لمن ينفيه ، ولأنهم يلهجون به (٣).
ولما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في المجوس : (أن رجلا من فارس جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقال : رأيتهم ينكحون أمهاتهم وبناتهم وأخواتهم ، فإذا قيل لهم : لم تفعلون ذلك؟ قالوا : قضاء الله وقدره ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (أما إنه سيكون من أمتي قوم يقولون مثل ذلك) (٤) وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (القدرية مجوس هذه الأمة) (١) ، ولا يشبههم أحد من الأمة غيرهم.
__________________
(١) فصلت : ١٠.
(٢) الفرقان : ٢.
(٣) فعلى هذا اسم القدرية يطلق على كل من يقول : بأن الله هو خالق أفعال العباد ، مثل المجبرة ، وهو الصحيح ، لا كما زعمه محقق متن الأساس في تعريفه للقدرية آخر الكتاب ، والقدرية : اسم ذم ، لذم الرسول لهم ، وقد ذكر أوصافهم ، وهي منطبقة على المجبرة ، ومن قال بقولهم ، واللغة تشهد بصحة ما قلناه.
(٤) في ينابيع النصيحة ص ١٦٤ : « يوضح ذلك ما روي عن الحسن البصري أنه قدم رجل من فارس ، جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : رأيتهم ينكحون أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم ، فإذا قيل : لم تفعلون هذا؟ قالوا : قضى الله وقدره ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : (أما إنه سيكون في أمتي قوم يقولون مثله ، أولئك مجوس هذه الأمة).