مقدمة
علم الكلام : هو بيان كيفية الاستدلال على تحصيل عقائد صحيحة (١) حازمة ، تترتب صحة الشرائع عليها.
أو : الاستدلال على شرائع وعقائد مخصوصة (٢).
وجزؤه (٣) الكلام ، لغة : القول ، واصطلاحا : ما مر ؛ إذ يسمى هذا العلم كلاما والعلم ـ السيد حميدان (٤) وروايته (٥) عن أئمتنا عليهمالسلام ، والبغدادية (٦) ، والجوينى (١) والرازى (٢) والغزالى (٣) : لا يحد ، لاختلاف المعلومات ذاتا وماهية عند السيد
__________________
(١) العقائد جمع عقيدة ، وهي ما انطوى عليه القلب ، والمراد هنا مسائل التوحيد ، وصدق المبلغ. صحيحة : ليخرج الجهل المركب والظن الفاسد. حازمة : ليخرج الظن صحيحه وفاسده. تترتب صحة الشرائع عليها : أي : الواجبات الشرعية كالصلاة.
(٢) العقائد : المراد بها هنا نحو شفاعة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وخلود أهل الكبائر.
والشرائع : نحو الحكم بالإيمان ، واستحقاق التكفير والتفسيق.
(٣) هكذا في شرح الأساس الكبير المطبوع ، قال : (وجزؤه) أي : وجزء لفظ علم الكلام إذ هو مضاف إليه ، فحد المضاف إليه الذي هو الكلام (١ / ١٠٨) وفي بعض النسخ الخطية : (وجزءاه) أي : المضاف والمضاف إليه ، ثم حد المضاف إليه ، وهو الكلام.
(٤) السيد حميدان : هو السيد حميدان بن يحيي حميدان بن القاسم ، ينتهي نسبه إلى الإمام القاسم بن علي العياني عليهالسلام ، ويعتبر أحد العلماء الكبار ، الذين حاولوا تأصيل المذهب الزيدي في علم الكلام ، وتنقيته من الكلام المعتزلي ، وله كتاب يسمى (مجموع السيد حميدان) فند فيه كثيرا من آراء المعتزلة ، توفي حوالي ٦٥٠ ه.
(٥) في نسخة (ورواية).
(٦) البغدادية : هم أحد فرعي المعتزلة ، وقد كانوا حتى عام ٢٥٥ ه ـ مجموعة واحدة ، إلا أنه بعد وفاة الجاحظ في التاريخ الآنف انقسموا إلى فرعين بغدادية وبصرية ، ومن أهم أعلام البغدادية بشر بن المعتمر ، ونمامة بن الأشرس ، وأبو الحسين الخياط ، ومما يتميز به البغدادية عن البصرية هو ميلهم إلى التشيع. (ش ط ١ / ١٠٨).