حميدان ، نظرا منه إلى أنه يطلق عليها وجمعها متعذر ؛ ولجلائه عند البغدادية والرازي ؛ ولخفاء جنسه وفصله عند الجويني والغزالي.
__________________
(١) ـ الجويني ، والرازي ، والغزالي من المجبرة (هكذا في الشرح) ثم استدرك في حاشية خطية بقوله : (من الأشعرية لا من المجيرة) إلا ما روي عن الغزالي أنه مات شيعيا زيديا ، فقد ذكر ذلك الكثير.
والجويني : هو عبد الملك بن عبد الله الجويني ، أبو المعالي ، الأشعري المعروف عندهم بإمام الحرمين ، شيخ الأشعرية ومتكلمهم ، ولم يكن أشعريا ؛ لأنه كان يقول : فعل العبد بقدرة مستقلة ولا كسب ، فلهذا كانت نسبته إليهم دعوى ، وله كلام في إثبات القدرة ، وتضعيف قول الأشعرية تأوله ، له مصنفات مشهورة في الأصولين ، كالبرهان ، يذكره في الغاية ، والورقات ، والمنتخب ، وغيرها ، مولده سنة ٤١٧ ه ـ وجاور بمكة أربع سنين وانتقل ، واشتهر له صيت عظيم ، وكان يحضر حلقته ما لا يحصى من الطلبة ، وقد ذكر الشرفي في مصابيحه رجوع الجويني إلى العدل ، وفي الحقيقة لم يدخل في مقالتهم ، كما يعرف من كلامهم عنه ، توفي الجويني سنة ٤٧٨ ه.
(٢) ـ الرازي : هو فخر الدين محمد بن عمر الرازي طبرستاني الأصل ، شافعي المذهب ، صاحب التصانيف المشهورة المعروفة ، منها التفسير الكبير ، وهو الذي يذكره علماء الأصول بالإمام ، ولد سنة ٥٤٥ ه ، وهو أحد العلماء الذي جمعوا بين علمي الأصول والفروع وعلوم الفلسفة ، وله أكثر من ستين مؤلفا ، توفي بمدينة هراة (بإيران) سنة ٦٠٦ ه مسموما ، وقد نقل عنه السيد العلامة علي بن محمد العجري في تفسيره الكثير ، وكذلك الإمام الهادي القاسمي ، وكذلك في المصابيح (تفسير أهل البيت عليهمالسلام) وقوله في تنزيه الأنبياء عن المعاصي التي ينسبها أهل الحديث إليهم مشهور مذكور في تفسيره سورة البقرة ، وسورة يوسف.
(٣) ـ الغزالي : هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الأشعري ، ثم الزيدي ، الطوسي ، الملقب : حجة الإسلام ، قرأ على الجويني بطوس إلى أن توفي ، وانتقل إلى العراق ، وله المؤلفات المشهورة كالإحياء والمستصفى ، والمنتخب وغيرها مما يطول ذكرها ، وكان أشعري المذهب ، ثم انتقل إلى مذهب الزيدية ، وصح رجوه برواية الشيخ محي الدين الجيلاني ، ومثله قال الإمام الشرفي ، وله كتاب سر العالمين يشهد بذلك ، واشتغل آخر عمره بالزهد والعبادة ، وكان الناصر الري قد صحبه وأثنى عليه ، ولادته سنة ٤٥٠ ه وقيل : سنة ٤٥١ ه وتوفي في جمادى الآخرة سنة ٥٠٥ ه مقبور بطوس خارج مدينة مشهد ، وقد زرته ، ويوجد بالقرب منه المطبق الذي بناه هارون الرشيد ، وكان يحبس فيه أهل البيت عليهمالسلام.