[حكم أبي بكر في فدك]
الإمام يحي ، والإمام المهدي عليهماالسلام : وحكم أبي بكر في فدك صحيح ؛ لأنه حكم باجتهاده.
قلنا : هو المنازع ، وأيما منازع حكم لنفسه فحكمه باطل إجماعا ، ولو لم يخالف اجتهاده (١) قال الشاعر :
ومن يكن القاضي له من خصوم |
|
أضرّ به إقراره وجحوده |
وأيضا فإن الإمام عندهما [عليهماالسلام] علي عليهالسلام ، وهو لم يرض ولايته فكيف يصح قضاؤه؟!.
وأيضا كانت اليد لفاطمة عليهاالسلام ، لأن في الرواية أنها [عليهاالسلام] أتته تطلب حقها بعد أن رفع عاملها ، فإيجاب البينة عليها خلاف الإجماع.
وأيضا اعتمد على خبره ، وهو (نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما خلفناه صدقة).
مع احتمال أن يكون معناه : أن الصدقة [أي] الزكاة التي لا تحل لبني هاشم غير موروثة ، بل تصرف في مصرفها ، ولفاطمة عليهاالسلام أن تعتمد على خبرها ، وخبر علي ، والحسن ، والحسين عليهمالسلام ، صح لنا ذلك من رواية الهادي عليهالسلام [في كتاب تثبيت الإمامة] (٢) وأم أيمن (٣) [أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنحلها] (١) مع أنه نص صريح لا يحتمل التأويل.
__________________
(١) مع العلم أن أمير المؤمنين لم يحكم لنفسه في قضية النصراني ، بل تحاكما إلى شريح ، وكذلك روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه لم يحكم لنفسه بل حاكم إلى علي عليهالسلام ؛ لأن الله سبحانه أمر المتحاكمين أن يتحاكما إلى غيرهما ؛ لأن الحاكم لنفسه متهم بالميل ، ولو حكم بالحق ، وإذا كانت شهادة الخصم على خصمه غير مقبولة فما ظنك بالحكم.
(٢) ما بين القوسين جعله في الشرح من الشرح لا من المتن.
(٣) أم أيمن : هي الصحابية الجليلة ، وهي أم أسامة بن زيد ، وهي عتيقة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد بشرها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالجنة.