البلخي ، والصيمري (١) والأشعري (٢) : بل يجددها الله تعالى عند الفعل.
لنا : حسن ذم من لم يمتثل إذ لو تكن حاصلة لم يحسن ذمه كعادم الآلة.
فرع [في حكم مقدور بين قادرين]
ومقدور بين قادرين متفقين ممكن وفاقا لأبي الحسين البصري ، وخلافا لبعض متأخري الزيدية (٣) وجمهور المعتزلة.
قلنا : تحريك الجماعة نحو الخشبة حركة واحدة ، وكسرهم نحو العود كسرا واحدا لا ينكره عاقل.
قالوا : لو أمكن لصح منهما مختلفين (٤) فيكون موجودا معدوما دفعة ، وذلك محال.
قلنا : لا يلزم اطراده لتضاد العلتين ؛ لأن العلة في صحة [المقدور بين] القادرين المتفقين الاتفاق ، وفي تعذره بين المختلفين الاختلاف ، فيجب الامتناع مع الاختلاف كالفاعل الواحد ، إذ إيجاده له وإعدامه منه دفعة محال ، ولم يمنع ذلك من فعله أحدهما ، والفرق تحكم.
ويستحيل إيجاد النقيضين والضدين في محل واحد دفعة ، خلافا لبعض المجبرة.
قلنا : ذلك لا يعقل.
__________________
(١) الصيمري : هو محمد بن عبد الله الصيمري ، أبو عبد الله ، أحد معتزلة بغداد ، وكان في بداية أمره بصريا ، إلا أن كراهته لأبي هاشم جعلته يرحل إلى بغداد ، قال القاضي عبد الجبار : وله الكثير من التصانيف في علم الكلام ، والصيمري من الطبقة التاسعة من طبقات المعتزلة. ش ٢ / ٥٢.
(٢) الأشعري : هو أبو الحسن بن أبي بشر الأشعري. تقدمت ترجمته.
(٣) كالإمام المهدي أحمد بن يحي المرتضى ، وغيره من الأئمة المتأخرين عليهمالسلام.
(٤) م ط (من المختلفين).