باب [الاسم والصفة]
الاسم : كلمة تدل وحدها على معنى غير مقترن بزمان وضعا (١) وهو غير المسمى الكرامية ، ومتأخروا الحنفية : بل الاسم هو نفس المسمى (٢).
قلنا : إذا لكان الأمر كما قال الشاعر :
لو كان من قال نارا أحرقت |
|
لما تفوه باسم النار مخلوق |
والصفة : لفظها مشترك عبارة عن ثبوت الذات على شيء ، نحو ثبوت الحيوان على حياته (٣) وعبارة عن شيء هو الذات ، نحو قدرة الله (٤).
وعبارة عن اسم لذات وضع باعتبار تعظيم (٥) نحو قولنا : « أحد » نريد به الله تعالى : فإنه عبارة عن ذاته تعالى باعتبار كونه المتفرد بما لا يكون من الأوصاف الجليلة إلا له تعالى.
وعن اسم لذات (٦) باعتبار معنى غير أسماء الزمان والمكان والآلة (١) نحو قولنا : قائم نريد به إنسانا ، فإنه اسم له باعتبار معنى وهو القيام.
__________________
(١) هذا الحد الذي ذكره الإمام إنما هو في اصطلاح أهل النحو ، وأما في أصل اللغة ، فالاسم : ما صح إطلاقه على ذات سواء كان مسماه اسما نحويا كزيد ، أو فعلا نحويا كضرب ، أو حرفا ك (في) حرف جر.
(٢) قال النجري رحمهالله : وإنما قالوا ذلك لأن أسماء الله عندهم قديمة ، فأوجب ذلك أن تكون هي نفس المسمى ، وإلا لزم تعدد القدماء وهو محال.
النجري : هو عبد الله بن محمد بن أبي القاسم النجري ، توفي سنة ٨٧٧ ه أحد علماء الزيدية المتكلمين ، اهتم كثيرا بشرح كتب الإمام المهدي عليهالسلام ، ومن كتبه شافي العليل في شرح آيات الأحكام.
(٣) هذا حد الصفة في اصطلاح المتكلمين لا الصفة اللغوية.
(٤) وهذا إنما علم بالعقل ؛ لأن العقل قد حكم بأن الله قادر وعالم وحي ، لا بمعنى ، ولا بآلة.
(٥) وهذا باعتبار اللغة اسم متضمن للصفة.
(٦) هذا هو المصطلح عليه عند علماء العربية ؛ لأن الصفة في أصل اللغة هي المعنى الحاصل في زيد لا قائم.