قلنا : لم تثبت الأشياء غيره تعالى في الأزل [لما مر] (١) وقوله تعالى : (حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (٢) وثبوت نحو « رسم قديم » بين الأمة بلا تناكر (٣).
كتاب العدل
هو لغة : الإنصاف. واصطلاحا : ما قال الوصي كرم الله وجهه : والعدل (٤) ألا تتهمه
فصل
الحسن : ما لا عقاب عليه ، والقبيح : ضده (٥).
أئمتنا عليهمالسلام ، وموافقوهم (٦) : ولا يقبح الفعل إلا لوقوعه على وجه من الظلم ونحوه ؛ إذ الأصل في مطلق الأفعال الإباحة.
البغدادية (٧) وبعض الإمامية والفقهاء (١) : بل لعينه ؛ لأن الأصل في مطلقها (٢) الحظر.
__________________
(١) من الدلالة على حدوث العالم ، وأنه لا فرق بين الثبوت والوجود في اللغة ، وهذا في الطرف الأول ، وأما الطرف الثاني فالرد عليه بقوله : (وقوله تعالى).
(٢) يس : ٣٩.
(٣) م ط ، ش ط (بلا نكير).
(٤) معنى قولنا (إن الله عدل) : انه منزه عن صفات النقص في أفعاله ، وهو أنه لا يفعل القبيح ولا يرضاه ، ولا يحبه ولا يريده ، ولا يجبر العبد عليه ، ولا يكلف أحدا فوق طاقته ، ولا يمنع المكلف الاستطاعة ، ولا يجور ، ولا يظلم أحدا ، ولا يكذب ، ولا يخلف الوعد ولا الوعيد ، فمن اعتقد أن الله سبحانه على هذه الصفة فهو من أهل العدل ، ولهذا سميت العدلية بهذا الاسم ، ومعنى (عدل في المخلوق) أنه لا يفعل القبيح ، ولا يخل بالواجب ، وأفعاله كلها حسنة.
(٥) في م خ (والقبيح عكسه).
(٦) من الزيدية والبصرية من المعتزلة.
(٧) وهو أبو القاسم البلخي ومن وافقه.