الصوفية (٢) : بل يحل في الكواعب الحسان ، ومن أشبههن من المردان.
قلنا : الحالّ لا يكون ضرورة إلا جسما أو عرضا ، والله تعالى ليس بجسم ولا عرض ؛ إذ هما محدثان كما مر ، والله تعالى ليس بمحدث كما مر ، ولقوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ).
[الكلام في العرش والكرسي]
جمهور أئمتنا عليهمالسلام ، ونشوان (٣) : العرش ـ عبارة عن عز الله [تعالى] وملكه وذلك ثابت لغة ، قال ربيعة بن عبيد :
إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم |
|
بعتيبة بن الحارث بن شهاب |
وقال زهير :
تداركتما عبسا وقد ثل عرشها |
|
وذبيان قد زلت بأقدامها النعل |
وقال رجل من بني كلب :
رأوا عرشي تثلم جانباه |
|
فلما أن تثلم أفردوني |
ومعنى قوله : (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ) (٤) مجاز ، غير الله سبحانه عن تعظيم الملائكة صلوات الله عليهم له أبلغ تعظيم بقوله تعالى : (حَافِّينَ) حيث
__________________
(١) ما بين القوسين غير موجود في ش خ متنا ، وهو موجود شرحا (بل هو عليه) بلا استقرار. والمثبت هنا لفظ المتن المطبوع.
(٢) الصوفية : المراد هنا الحلولية ، الذين يقولون : إنه تعالى يحل في الصورة الحسنة ، عشقا منه لها ، فاتحد تعالى عن ذلك بها وحدة نوعية ، وقد انتحلوا مذاهب بعض النصارى الذين يقولون : إن الله حال في عيسى عليهالسلام.
(٣) نشوان : هو نشوان بن سعيد الحميري ، أحد العلماء الكبار ، وهو من أهل العدل والتوحيد ، شاعر ولغوي نحوي مؤرخ ، من مؤلفاته كتاب (شمس العلوم) طبع طبعة أخيرة في ١٢ مجلدا ، توفي سنة ٥٧٢ ه.
(٤) الزمر : ٧٥.