وقد ثبت النص على إطلاقه على الإخلال بالشكر ، قال تعالى : (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ) (٣) ولأن الفسق الخروج من الحد عرفا ، فإذا جاز إطلاقه على فعل الكبيرة فبالحري ما هو دونه ، وهو الكفر عرفا.
فصل [في التكفير والتفسيق]
ولا إكفار ولا تفسيق إلا بدليل سمعي ؛ لأن تعريف معصيتهما لم يثبت إلا بالسمع إجماعا قطعي ـ لاستلزامهما الذم والمعاداة ، والقطع بتخليد صاحبهما في النار إن لم يتب وجميع ذلك لا يجوز إلا بقاطع إجماعا.
العترة عليهمالسلام ، وصفوة الشيعة ، وجمهور المعتزلة وغيرهم : ومن شبّه الله بخلقه ، أو نسب عصيان العباد إليه تعالى كفر ؛ لعدم معرفته بالله [تعالى] ولسبه له جل وعلا والإجماع على كفر من جهل بالله تعالى أو سبه.
قديم قولي المؤيد بالله عليهالسلام ، ومحمد بن شبيب ، والملاحمية [وغيرهم] (٤) : المجبرة عصاة وليسوا بكفار.
لنا : ما مر ، وقوله تعالى : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ) (٥) فقد افترت المجبرة على الله الكذب ، حيث نسبت عصيان العباد إليه [تعالى] ، وكذبت هي والمشبهة بالصدق ؛ لأن الله تعالى يقول : (وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ) (٦) والمجبرة تقول : بل رضيه.
__________________
(١) في كتاب النبوة.
(٢) آل عمران : ٩٧.
(٣) النحل : ١١٢.
(٤) ما بين القوسين غير موجود في الشرح ، وهو موجود في المتن المطبوع.
(٥) الزمر : ٣٢.
(٦) الزمر : ٧.