قلنا : هذا هو المحال ؛ لأن كون الشيء كامنا في نفسه لا يعقل.
فرع [في ذكر الصفات]
جمهور أئمتنا عليهمالسلام ، والجمهور : وصفات العالم توصف بأنها محدثة (١).
الأمورية (٢) : الصفات (٣) لا توصف رأسا لما يلزم من التسلسل ، أو التحكم (٤) حيث اقتصر على وصفها دون وصف وصفها.
والجواب ـ والله الموفق ـ : أنه قد صح حدوثها لكونها لم تتقدم موصوفها المحدث ، فصح وصفها بأنها محدثة ؛ إذ ذلك دليل لا ينكر فلا تحكم ، ووصفها : هو القول بأنها محدثة ، وكل قول محدث.
فإن قيل فيه : بأنه محدث ، فذلك وصف له محدث ، وإن لم يقل : إنه محدث ، فلا وصف له حينئذ فلا (٥) يتسلسل.
والتحقيق أن ذلك فرار منهم كي لا يوصف ما ادعوه من الأمور الزائدة على ذاته تعالى ، التي هي صفاته بزعمهم ، ثم لاذوا بهذا ودفعوا به من ألزمهم وصفها بالقدم أو الحدوث ، وقد تبين لك بحمد الله بطلانه.
فصل [في إثبات صفات الله سبحانه]
ولا بد أن يكون المحدث للعالم موجودا ؛ إذ لا تأثير للعدم (١) قديما ؛ لأن المقارنة تبطل كون المحدث محدثا (٢) لعدم الاختيار من الفاعل ، وعدم صحة إحداثه ؛ لأنه (٣)
__________________
(١) لأنها لازمة للموصوف ، فكما يوصف العالم بالحدوث كذلك صفاته.
(٢) الأمورية : هم الذين يقولون : إن الصفات أمور زائدة على الذات ، ثم يقولون : لا هي موجودة ولا معدومة ، ويسمونها أحوالا وأمورا.
(٣) الصفات جميعها [صفات العالم ، وصفات الله سبحانه] عندهم لا توصف.
(٤) قال في المعجم الفلسفي : تحكمي : حكم يصدر من غير دليل ش ١ / ٣٢٢.
(٥) م خ (فلم يتسلسل).