خاتمة [في افتراق الأمة وبيان الفرقة الناجية]
اعلم أن الأمة قد تفرقت إلى مذاهب شتى ، وليس كلها بمصيب لما مر ، ولقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كلها هالكة إلا فرقة واحدة) (١) وهذا الخبر متلقى بالقبول ، ولم يمت صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا وقد بلّغ عن الله تعالى بيان الفرقة الناجية ؛ لقوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (٢) وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (ما تركت شيئا يقربكم إلى الجنة إلا دللتكم عليه) (٣) الخبر ـ بآية المودة ، وآية التطهير ، وآية المباهلة وغيرها من الآيات الدالة على أنها هي العترة الطاهرة ومن تابعها ، وبما ورد في المعصومين (٤) خاصة ، مما لا ينكره المؤالف والمخالف.
ومما ورد فيهم وفي سائر العترة عليهمالسلام عامة قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) (٥) وهذا الخبر متواتر مجمع على صحته.
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى ، ومن قاتلها آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال لعنه الله) (٦) وهذا الخبر
__________________
(١) أخرجه أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، وأحمد ، وابن حبان ، والحاكم ، والبيهقي ، وأبي يعلى ، والطبراني ، وغيرهم كثير. وفيه رسائل منفردة.
(٢) المائدة : ٣.
(٣) في مصنف ابن أبي شيبة ٧ / ٧٩ ، عن ابن مسعود بلفظ (أيها الناس إنه ليس من شيء يقربكم إلى الجنة).
(٤) في نسخة (الأربعة المعصومين).
(٥) هذا الحديث من أشهر الأحاديث وأكثرها تواترا ، وقد رواه أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، وشيعتهم ، وذكره الطبراني في المعجم الكبير برقم ٢٦٧٨ ، وأبو يعلى برقم ١٠٢١ ، فضائل الصحابة ١٣٨٣ ، والمعجم الصغير ٣٦٣ ، والمستدرك ٤٧١١ ، ومسند ابن حنبل ٢١٦٩٧ ، وسنن الترمذي ٣٧٨٨.
(٦) ذكره في مسند الشهاب ، والطبراني في المعجم الكبير رقم ٢٦٣٦ ، ولفظ (ومن قاتلنا) الحاكم في المستدرك ، والطبراني في المعجم الكبير ، والصغير ، وأحمد في فضائل الصحابة.