قلنا : مجملات فيجب حملها على قوله تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (١) ، وقوله تعالى : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ) (٢) ونحوهما من صرائح القرآن.
قالوا : يحسن في العقل العفو عن المسيء.
قلنا : لا يحسن حيث علم عدم إقلاعه ، ألا ترى لو أن سلطانا إذا عرف من عبده الفاحشة مع حريمه ، وهو يعلم أنه لا يرتدع إن عفا عنه ، بل يعود إلى الفاحشة فإن العفو عنه لا يحسن في العقل ، وهم لم يقلعوا عن الإصرار ؛ لأن توبتهم لم تكن لأجل وجه القبح ، بل لما وقعوا فيه من العقاب ، ولقوله تعالى : (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) (٣).
فصل [في ذكر شفاعة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم]
أئمتنا عليهمالسلام ، وجمهور المعتزلة : وشفاعة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأهل الجنة من أمته يرقيهم الله [تعالى] بها من درجة إلى أعلى منها ، ومن نعيم إلى أسنى منه ، و [أما] من أدخله الله النار فهو خالد فيها أبدا.
بعض المرجئة : بل شفاعة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأهل الكبائر من أمته ، فيخرجهم الله بها من النار إلى الجنة.
لنا : قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها
__________________
(١) التوبة : ٧١.
(٢) الأعراف : ١٥٦.
(٣) الأنعام : ٢٨.