خالِدُونَ) (١) ولم يفصل. وقوله تعالى : (لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) (٢) ، وقوله تعالى : (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) (٣) أي : يجاب ، كقوله تعالى : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) (٤) أي : لا تجب ، فلو كانت لهم لكانوا غير مخلدين فيها ، وذلك خلاف لصريح آيات الوعيد بالتخليد ، ولكان الشفيع لهم عاصما ووليا ونصيرا ، وذلك خلاف لصرائح هذه الآيات.
قالوا : ورد الاستثناء في قوله تعالى : (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) (٥).
قلنا : المعنى هم خالدون في النار مدة القيامة إلا مدة وقوفهم في المحشر للقطع بالوقوف فيه للحساب ، كما في حق أهل الجنة في قوله تعالى : ([وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ] إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (٦) إذ لا خلاف أن المراد بالاستثناء قبل دخول الجنة ، والفرق تحكم.
ولصريح قوله تعالى : (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ) (٧) وقوله تعالى : (وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (٨).
قالوا : وردت أحاديث بأنها لأهل الكبائر.
__________________
(١) يونس : ٢٧.
(٢) النساء : ١٢٣.
(٣) غافر : ١٨.
(٤) الإنسان : ٢٤.
(٥) هود : ١٠٧ ـ ١٠٨.
(٦) هود : ١٠٨.
(٧) البقرة : ١٦٧.
(٨) الزخرف : ٧٧.