أئمتنا عليهمالسلام : وكرامات الصالحين من نحو إنزال الغيث وإشفاء المريض ، وتعجيل عقوبة بعض الظالمين الحاصلة بسبب دعائهم ـ ليست بمعجزات لعدم حصول شرط المعجز فيها ، وإنما هي إجابة من الله تعالى لدعائهم ؛ لأن الله تعالى قد تكفل لهم بالإجابة ، ولعل مراد [الإمام] المهدي عليهالسلام بما مر هذه الكرامات.
فإن ادعاه كاذب كفى تخلفه. وقيل : بل يجب حصول النقيض إذا كان ادعى إلى تكذيبه. البهشمية : لا يجوز ؛ لأن تخلف مراده كاف.
قلنا : لا يجب لعدم دليل الوجوب مع حصول الكفاية بالتخلف ، ولا منع لأنه حسن.
(فصل) [في ذكر نبوة نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعجزاته]
ومعجزات نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم كثيرة.
أئمتنا عليهالسلام ، والبغدادية : وقد تواتر منها مع القرآن كثير نحو حنين الجذع.
أبو علي ، وأبو هاشم : لم يتواتر منها إلا القرآن ، وإلا لشاركنا الكفار في العلم به قلنا : عدم علمهم لا يقدح في التواتر ، كمن لا يعلم صنعاء وقد تواترت لكثير.
أئمتنا عليهمالسلام ، والبصرية (١) : وانشقاق القمر قد وجد ، وهي معجزة ، خلافا للبلخي ، والخياط (٢).
__________________
(١) وهو قول أكثر المفسرين ، كابن عباس ، وابن مسعود ، وابن عمر ، وابن عمرو بن العاص ، وأنس ، وجبير بن مطعم ، وحذيفة ، ومجاهد ، وإبراهيم وغيرهم ، وذكره في الكشاف ، وفي البخاري بإسناده إلى ابن مسعود ، وأنس.
(٢) الخياط : هو أبو الحسين ، عبد الرحيم بن محمد بن عثمان الخياط ، من أعيان المعتزلة ، ذكره الإمام المهدي عليهالسلام ، وجعله من الطبقة الثامنة ، قال الإمام المهدي : هو أستاذ أبو القاسم البلخي ، وعبد الله بن أحمد ، وكان أبو علي الجبائي يفضل البلخي على أستاذه أبي الحسين ، قال القاضي : كان الخياط عالما فاضلا من أصحاب جعفر بن مبشر ، وله كتب كثيرة في النقض على ابن الراوندي ، وكان فقيها محدثا متكلما ، قال محقق كتابه الانتصار في الرد على ابن الراوندي بعد تحقيق الأقوال : فالحاصل أن الخياط عاش في النصف الثاني من القرن الثالث ، وتوفي بعد سنة ٣٠٠ ه بقليل.