البصرية : لا يجوز تقدمه ، وظاهره الإطلاق (١).
قلت : حصلت الشهادة [بنبوته] كالمقارن إن عرّف.
أئمتنا عليهمالسلام ، والبهشمية : ولا يجوز لغير نبي.
الإمامية : بل يجب ظهروه للإمام.
عباد (٢) : بل يجوز ظهوره على حجج الله في كل زمان.
الملاحمية ، وهو ظاهر كلام المهدي عليهالسلام ، والحشوية : بل يجوز للصالحين (٣).
الأشعرية : [بل] يجوز للكفار ، ومن يدعي الربوبية لا النبوة كاذبا (٤).
قلنا : [جميع] ذلك تلبيس وتشكيك بتصديق الأنبياء صلوات الله عليهم ؛ لأن الكفار يقولون : لا نصدقك ؛ لأنه قد أتى بمثل هذا المعجز من ادعى الربوبية وهو كاذب ، ومن ادعى الإمامة أو الصلاح ، أو كونه محقا في حجته ، فلعل المعجزة كانت لبعضها ، لكنك تجاريت [بالكذب] طمعا في نيل الدرجة العليا ، وهي النبوة والله عدل حكيم لا يفعل ذلك.
وأيضا لا يكون معجزا إلا إذا كان معرفا بالنبوة ، ولم يقع .. أو بعد الدعوى ، والدعوى للمعجز لا تكون إلا بعد الوحي بأن الله سيفعل ذلك.
وليس الوحي إلا للأنبياء عليهمالسلام إجماعا.
__________________
(١) أي : سواء كان معرفا أم لا ، قالوا : لأنه يكون عبثا ، والعبث قبيح.
(٢) عباد : هو عباد بن سليمان الصيمري. تقدمت ترجمته.
(٣) قال الإمام المهدي : أما ظهوره على الصالحين فلا يمتنع عندي ، لا الخوارق الباهرة كفلق البحر ، وقلب العصا حية ، لما فيه من حط مرتبة الأنبياء ، قال : وكذلك لو أخبر به على القطع ، وعين وقت وقوعه لم يجز وقوعه مطابقا لدعواه ، لما فيه من حط مرتبة الأنبياء ، وأما غيره ممن جوزه فقالوا : ليس ذلك حطا من مرتبة الأنبياء.
(٤) لأنه لا يقبح عندهم من الله قبيح ، وأما من يدعي النبوة كاذبا فإن فيه هدم الشرائع ، وهذا منهم مناقضة ظاهرة ؛ إذ قد حكموا بأنه لا يقبح من الله قبيح.