باب [في ذكر القيامة]
والقيامة اسم لوقت البعث والنشور والحساب والجزاء.
ووجه حسنه حصول العلم البت (١) للمكلفين بالله تعالى ، وأن الصائر إليهم جزاء لكشف الغطاء بالآيات الموجبة للقطع بذلك منذ الممات حتى الحشر.
قال الله سبحانه : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ) (٢) فتتم حينئذ غبطة المطيعين ، [وتعظم] حسرة المصرين ، ولذلك لم يعجل الله كل الجزاء في الدنيا (٣) لعدم تمامه بعدم القطع بكونه جزاء للمكلفين ، ولتنغيصه بانقطاعه في حق غيرهم ؛ إذ لا بد من الفناء والإعادة لذلك (٤) كما مر.
الزمخشري : يجوز تعجيل كل العقاب (٥).
قلنا : لم يعرف أنه جزاء فلم يتم ، وأيضا لا دليل.
فصل [في ذكر البعث]
ويبعث الله كل من نفخ فيه الروح قطعا.
أبو هاشم : لا قطع (١).
__________________
(١) العلم البت : أي : العلم القاطع الذي لا يعتريه شك.
(٢) فصلت : ٥٣.
(٣) وأما بعضه فيجوز إيصال شيء من الثواب في الدنيا لا يعتد بنقصانه في الآخرة ، وكذلك تعجيل العقاب الذي لا يؤثر في تخفيف العقاب.
(٤) أي : ليقع القطع بالجزاء.
(٥) قال في الشرح : قلت : وقد تقدم ذكر كلام الإمام عليهالسلام في بعض معاصي المؤمنين المتعمدة أنه يجوز تعجيل عقابها في الدنيا ، وهو قريب من قول الزمخشري ، وهو متأخر عن وضع الأساس ؛ لأنه جواب لمن سأله عن بعض معاني الأساس. وهو قول الناصر عليهالسلام كما سبق ذكره ، والدليل عليه كما تقدم في الآلام من الأخبار الكثيرة أنها تحط الذنوب ، وغير ذلك.