يضع الهنى (٢) مواضع النقب.
والصوف : جمع صوفة ، والعطب : جمع عطبة ، والقطن : جمع قطنة ، والبسر : جمع بسرة. وعلى الجملة أن محققي علماء العربية أجمعوا على أن ذلك قياس فيما عدا صنعة البشر من نحو برمة (٣). وقيل : بل الصور مجاز (٤).
الحشوية وغيرهم : بل قرن قد التقمه إسرافيل عليهالسلام.
قلنا : لا دليل عليه من القرآن ، ولا ثقة بأخبار الحشوية حيث لم يروه غيرهم.
قيل : لو كان الصور لجميع الصور لما صح إفراد الضمير في قوله تعالى : (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ) (٥).
قلنا : ذلك جائز في العربية إجماعا ، في نحو هذا الجمع خاصة ، يقال : الصوف نفشته.
والناقور : مجاز ، شبه الله تعالى دعاهم إلى المحشر بالنقر في الناقور ، وهو آلة نحو الطبل ينقر فيها لاجتماع القوم ، وعند نهوض الجيش.
وقيل : بل هو القرن. لنا : ما مر.
__________________
(١) الشاعر : هو دريد بن الصمة ، وقبله :
ما إن رأيت ولا سمعت به |
|
كاليوم هاني أينق جرب |
متبذلا تبدو محاسنه |
|
يضع الهنا مواضع النقب |
(٢) الهنى : هو القطران الذي تطلى به الإبل من الجرب.
(٣) فإنه ليس بقياس جمعه على فعل بضم الفاء وسكون العين ، والذي حكاه نجم الدين في شرحه عن الفراء : أن كل ماله واحد من تركيبه سواء كان له اسم الجمع كباقر وركب ، أو اسم الجنس كتمر وبسر فهو جمع ، وإلا فلا ، فنحو : إبل عنده مفرد ، وأما اسم الجنس الذي لا واحد له من لفظه فليس بجمع اتفاقا.
(٤) فهو مجاز عن صوت يحدثه الله تعالى لإفزاع الخلائق وإماتتهم وإحيائهم ، ذكره الإمام أحمد بن سليمان عليهالسلام. قال في الشرح : قلت : وما ذهب إليه الإمام أحمد بن سليمان محتمل ، ويحتمل أنه الصوت الذي ذكره الله في القرآن غير الصور المذكور.
(٥) الزمر : ٦٨.