(فصل) والله تعالى غني
خلافا لبعض أهل الملل الكفرية (١).
قلنا : لم يجبر الله تعالى من عصاه ، ولم يوجد كل الأشياء دفعة مع القدرة على إجبار من عصاه ، وعلى إيجاد كل شيء (٢) دفعة ، وعدم المانع. فدل ذلك على غناه ، وأيضا لا يحتاج إلا ذو شهوة أو نفار ، وهما عرضان لا يكونان إلا في جسم والله تعالى ليس بجسم لما يأتي إنشاء الله تعالى.
فصل [في تنزيهه تعالى عن الشبيه]
العترة عليهمالسلام ، وصفوة الشيعة ، والمعتزلة ، وغيرهم : والله تعالى لا يشبه شيئا من خلقه هشام بن الحكم ، والجواليقي (٣) ، والحنابلة ، والحشوية (٤) : بل الله تعالى جسم.
__________________
(١) كفنحاص اليهودي ، ومن وافقه من الكفار ، فإنه لما نزل قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) قال : ما طلب القرض إلا محتاج.
(٢) م ط ، م خ (كل الأشياء).
(٣) الجواليقي : هو هشام بن سالم الجواليقي ، ينتمي إلى مدرسة داود الأصبهاني التجسيمية. ش ١ / ٤٠٤.
(٤) الحشوية : قال الشرفي في شرح الأساس الكبير ١ / ١٤٣ ـ ١٤٤ : وأما الحشوية فلا مذهب لهم منفردا ، وأجمعوا على الجبر والتشبيه ، وجسموا ، وقالوا بالأعضاء ، وقدم ما بين الدفتين من القرآن ، ويسمون أنفسهم بأنهم أصحاب الحديث ، وأنهم أهل السنة ، وهم بمعزل من ذلك ، وينكرون الخوض والجدل ، ويقولون على التقليد في ظاهر الروايات ، قاله الحاكم ، قال : ومن رجالهم الكرابيسي ، وأحمد بن حنبل ، وداود الأصفهاني.
قال الجنداري : الحشوية فرقة من الظاهرية ، قيل : بفتح الشين ، نسبة إلى حشا الحلقة ؛ لأنهم كانوا يحضرون حلقة الحسن ، فوجد كلامهم رديئا ، فقال : ردوا هؤلاء إلى حشا الحلقة ، وقيل : بسكون الشين ، نسبة إلى الحش ، وهو أنهم يقبلون ما روي من غير بحث.
الكرابيسي : هو أبو علي الحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي ، توفي سنة ٢٦٠ ه.
أحمد بن حنبل : هو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الشيباني ، الذهلي ، المروزي ، ثم البغدادي ، أبو عبد الله الحافظ إمام أهل الأثر ، ولد سنة ١٦٤ ه ، روى عنه البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وأمم ، قال الإمام المهدي عليهالسلام في الغايات : وقد روى الشهرستاني عن أحمد أنه لا يقول بالتجسيم خلاف ما قاله عنه