فصل [في الدلالة على أن الله عدل حكيم]
العدلية : والله تعالى عدل حكيم (٢) ، لا يثيب أحدا إلا بعمله ، ولا يعاقبه إلا بذنبه (٣).
المجبرة (٤) : [بل] يجوز أن يعذب الأنبياء ، ويثيب الأشقياء.
قلنا : من أهان وليه وأعز عدوه ، فلا شك في سخافته ، والله سبحانه يتعالى عن ذلك.
وأيضا ذلك شك في آيات الوعد والوعيد ، والله سبحانه يقول : (لا رَيْبَ فِيهِ) فهو رد لهذه الآية.
وقال قوم (٥) : يعذب الله أطفال المشركين لفعل آبائهم القبائح.
قلنا : ذلك ظلم (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (٦) ، وقال تعالى : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) (٧).
فصل [في بيان الحكمة من خلق المكلفين]
والله تعالى متفضل بإيجاد الخلق مع إظهار الحكمة.
العدلية : خلق الله المكلف ليعرضه على الخير.
المجبرة : [بل] للجنة أو النار.
__________________
(١) (القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم) البيهقي في سننه برقم ٢٠٦٥٨ ، وأبو داود في سننه برقم ٤٦٩١ ، ورقم ٤٦٩٢ ، وأحمد بن حنبل في مسنده برقم ٦٠٧٧ ، ورقم ٢٣٥٠٣ ، وفي المستدرك على الصحيحين برقم ٢٨٦.
(٢) الله عدل حكيم. لفظا ومعنى عند العدلية.
(٣) حقيقة الثواب : المنافع المستحقة على وجه الإجلال والتعظيم.
وحقيقة العقاب : المضار المستحقة على وجه الإهانة.
(٤) الله عدل حكيم. عند المجبرة لفظا لا معنى ؛ ولهذا يجوز عندهم أن يعذب الأنبياء ، ويثيب الأشقياء.
(٥) هم الحشوية ، وفرقة من المجبرة.
(٦) الكهف : ٤٩.
(٧) الأنعام : ١٦٤. الإسراء : ١٥ ، فاطر : ١٨ ، الزمر : ٧.