فصل
والله تعالى مريد لجميع أفعاله ، خلافا لمن أثبت له تعالى إرادة مخلوقة وغير مرادة (١)
لنا : ما مر.
ومريد لفعل الطاعات ، وترك المقبحات.
البلخي : وفعل المباحات ؛ لأن فعلها شاغل عن فعل المعصية.
قلنا : ليس بنقيض (٢) لها.
وما ورد بصيغة الأمر منها (٣) فإرادة الله تعالى لمعرفة حكمها ، وكل الأحكام معرفتها واجبة كالخبر به.
والله تعالى مريد لأكل أهل الجنة ، وفاقا لأبي هاشم ، وخلافا لأبيه ؛ إذ هو أكمل للنعمة ، وإذ لا خلاف بين العقلاء أن الموفّر للعطاء من أهل المروءة والسخاء يريد أن يقبل المعطى [له] ما وفر إليه ، والله جل وعلا [بذلك] أولى.
العدلية : ولا يريد الله المعاصي خلافا للمجبرة.
قلنا : إرادته لها صفة نقص (٤) والله يتعالى عنها.
وقال تعالى : (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ) (٥) ، وقال تعالى : (وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ) (٦)
وقال تعالى : (وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ) (٧).
__________________
(١) لفظ الشرح : (إرادة مخلوقة غير مرادة) بحذف حرف العطف.
(٢) حقيقة النقيضين : ما ينقض أحدهما الآخر ، وهما لا يجتمعان ولا يرتفعان.
(٣) أي : من المباحات.
(٤) لكونها إرادة قبيح ، وإرادة القبيح قبيحة.
(٥) غافر : ٣١.
(٦) البقرة : ٢٠٥.
(٧) الزمر : ٧.