لنا : قوله تعالى : (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (١) والظاهر المضي ، وأخبار كثير منها : (حتى رأى عبد الله بن مسعود جبل حراء من بين فلقتيه).
أئمتنا عليهمالسلام ، والجمهور : وإعجاز القرآن في بلاغته الخارقة للعادة.
وقيل : للإخبار بالغيب. وقيل : كون قارئه لا يكل ، وسامعه لا يمل.
وقيل : سلامته من التناقض والاختلاف.
وقيل : أمر يحس به ولا يدرك (٢).
وقيل صرفه عن معارضته (٣).
قلنا : تحدى الله به فصحاء العرب فعجزوا عن معارضة ما لا إخبار بغيب فيه من السور ، وليس ذلك إلا لبلاغته ، والإخبار بالغيب معجزة أخرى ، والأمور المذكورة في سائر الأقوال إنما كانت كذلك لأجل بلاغته أيضا.
فصل
ونبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم رسول صادق لشهادة المعجزات على صدقه ، ولبشارة الرسل المتقدمة صلوات الله عليهم به ، وأتى بشريعة مبتدأة ، وتقرير بعض الشرائع السالفة (٤) التي نص عليها ، وعمل بها [نحو الحج ، وآية القصاص].
__________________
وروي المنع عن عطاء ، والحسن.
(١) القمر : ١.
(٢) بوصف ولا تعبير ، وكأنه يريد حلاوته واستماعه.
(٣) وهو قول إبراهيم النظام ، وأبي إسحاق النصيبيني من المعتزل ، واختاره الشريف المرتضى. قال الإمام يحي بن حمزة عليهالسلام في الشامل : فإن عند هؤلاء أن الله تعالى ما أنزل القرآن ليكون حجة على النبوة ، بل هو كسائر الكتب المنزلة لبيان الأحكام من التحليل والتحريم ، والعرب إنما لم يعارضوه ليس لكونه معجزا في نفسه ، وإنما صرفهم الله تعالى عن معارضته مع إمكانها وصحتها منهم ، وسلبهم العلم بها ، قال : وهذا محصول مذاهب أهل الصرفة.
(٤) في نسخة (السابقة).