كتاب الوعد والوعيد
الوعد : إخبار من الله بالثواب ، والوعيد : إخبار منه بالعقاب (١).
فصل
العترة عليهمالسلام ، وصفوة الشيعة ، والمعتزلة ، وغيرهم : وهما مستحقان عقلا وسمعا
المجبرة : بل سمعا فقط.
لنا تصويب العقلاء من طلب المكافأة على فعل الإحسان ، ومن عاقب المسيء على الإساءة.
العدلية : ولا يجوز خلف الوعد على الله تعالى.
المجبرة : بل يجوز خلفه عليه تعالى.
قلنا : خلف الوعد مع القدرة على الوفاء ، وعدم المانع منه توأم الكذب ، وكلاهما صفة نقص يتعالى الله عنها.
وأيضا تجويز ذلك ارتياب في قوله تعالى : (ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ) (٢) الآية ، وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) (٣) وهو كفر ؛ لتكذيب الله تعالى في قوله : (لا رَيْبَ فِيهِ) (٤).
ويحسن العفو عن العاصي ـ ولا يجب ـ إن علم ارتداعه كالتائب اتفاقا (٥).
__________________
(١) هذه هي الحقيقة الشرعية.
(٢) ق : ٢٩.
(٣) آل عمران : ٩ ، الرعد ٣١.
(٤) البقرة : ٢.
(٥) بين أهل العدل ، وإن اختلفوا هل يجب قبول توبة التائب أم لا ، وليس ذلك من خلف الوعيد في شيء ؛ لأن التائب خارج عن الوعيد اتفاقا.