قلنا : [دعوى أن] ابتداء جعلها للباري تعالى سبحانه اسما وقت الشرك به قريب من دعوى علم الغيب ، بل الأظهر أنها اسم لله تعالى قبل ذلك.
وواحد ، وأحد : اسمان له تعالى بإزاء مدح ؛ إذ هما بمعنى المتفرد بصفات الإلهية ، ولا يجوز أن يكونا له بمعنى أول العدد ، لعدم تضمنه المدح.
فصل [في بيان الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل]
وصفات الذات (١) نحو : قادر.
المرتضى عليهالسلام : وصفات الفعل : ما يصح إثباتها ونفيها ، نحو خالق لخلقه تعالى ، غير خالق للمعاصي.
واختلف في مسألتين : الأولى : ـ مالك ، ورب.
المهدي عليهالسلام وغيره : وهما صفة ذاتية ؛ إذ هما بمعنى قادر (٢).
البلخي (٣) بل هما صفة فعل لأن المالك (٤) لا يكون إلا بعد وجود المملوك. والرب : من التربية ولا يكون إلا بعد وجود المربى.
والحق أنهما صفات ذات لا بمعنى قادر ؛ إذ لا يدلان على معنى قادر مطابقة بل التزاما كعالم (١) ، ولا قائل بأن عالما بمعنى قادر.
__________________
وهو : خويلد بن نفيل ، احتملته الريح ، وهبت به فمات ، فغلب عليه اسم الصعق.
(١) صفات الذات : هي الصفات الجارية على الذات لا باعتبار أمر يفعله كالقادرية والعالمية ، وصفات الفعل : هي الصفات الجارية على الذات باعتبار أمر يفعله نحو : الصادقية ، وما يصح إثباتها ونفيها كما ذكر الإمام عليهالسلام.
(٢) قالوا : وإنما كان مالك بمعنى قادر ؛ لأن المالك في اللغة هو من يملك التصرف التام من غير عجز ولا منع ، وهذا هو معنى القادر
(٣) وهو قول المرتضى عليهالسلام.
(٤) أي : صفة مالك ، ولفظ م ط (لأن الملك).