فُرْقاناً) (١) كما مر ، وذلك معنى قوله تعالى : (فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ).
قالوا : قال تعالى : (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ) (٢).
قلنا : معنى (فَبِإِذْنِ اللهِ) فبإباحته ، وذلك حكم واحد.
قالوا : قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإن حكم فأخطأ فله أجر) (٣). قلنا : ذلك حجة لنا ؛ لأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : (فأخطأ) ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (فله أجر) جزاء على البحث ؛ لأنه عبادة ، لا على العمل بخلافه.
قالوا : اختلفت الصحابة من غير نكير. قلنا (٤) : إنكار الوصي [عليهالسلام] لكثير من القضايا لا خلاف فيه ، ونقل إنكاره جملة ، وكذلك عن كثير من الصحابة.
قالوا : لا مانع من أن الله [تعالى] يخاطب بمجمل ، ويريد من كلّ ما فهمه.
قلنا : قام الدليل على منعه كما مر.
فرع
واختلف المخطئة (٥).
بشر المرّيسي (١) ، وابن عليّة ، والأصم : فالمخالف مخطئ آثم مطلقا (٢).
__________________
(١) الأنفال : ٢٩.
(٢) الحشر : ٥.
(٣) النسائي في السنن الكبرى برقم ٥٩١٨ ، وأبو داود برقم ٣٥٧٤ ، وابن ماجه برقم ٢٣١٤ ، والبيهقي في السنن الكبرى برقم ٢٠١٥٣ ، والدار قطني ، وابن حبان ، وأبو يعلى ، وأحمد.
(٤) قال في الشرح : قلنا : اختلافهم لا يدل على جواز الاختلاف ، ولا أن الحق مع كل واحد ؛ لأنهم قد اختلفوا فيما الحق فيه مع واحد ، ثم نقول : إنكار الوصي .. الخ.
(٥) المخطئة : هم الذين ذهبوا إلى أن الحق في المسائل الظنية واحد.