المجبرة جميعا : ويفعل الله تعالى عن ذلك نحو الكذب (١) لعدم النهي عند الأشعرية ، وقيل : لكونه ربا عند غيرهم (٢).
قلنا : لا يفعل [الله] ذلك ؛ لكونه (٣) صفة نقص ، تعالى الله عنها ، ويلزم أن لا يوثق بخبره تعالى ، وذلك تكذيب لله تعالى حيث يقول : (لا رَيْبَ فِيهِ) وقوله تعالى : (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) (٤).
(فصل) [في حكم أفعال العباد]
العترة عليهمالسلام ، وصفوة الشيعة ، والمعتزلة ، والقطعية (٥) : وللعبد فعل يحدثه على حسب إرادته.
المجبرة جميعا (٦) : لا فعل له.
الصوفية ، والجهمية (١) : يخلقه الله فيه.
__________________
(١) ولا يقبح منه.
(٢) أي : غير الأشعرية ، وهم القائلون بأن الفعل يقبح من العبد لكونه مربوبا.
(٣) م ط (إذ هو صفة نقص).
(٤) فصلت : ٤٢.
(٥) القطعية : فرقة من الإمامية ، وهم الذين يقطعون بموت موسى بن جعفر ، ويقولون : إن الأئمة اثنا عشر إماما ، وأنهم بعد الحسين من ولده.
(٦) قال في الشرح ٢ / ٢٨ : قيل : وكان ابتداء هذا القول من معاوية بن أبي سفيان لعنه الله ، حيث قال : « إنما أنا فعل من أفعال الله » وفي رواية خازن من خزان الله ، أعطي ما أعطى الله ، وأمنع ما منع الله ، فقال أبو الدرداء : كذبت يا معاوية ، بل تعطي من حرمه الله ، وتمنع من أعطاه الله ، وقيل : إن القائل ذلك أبو ذر ، وصدقه أبو الدرداء ، وقال معاوية : ما أظهرني الله عليكم إلا وهو يريد ذلك. وقال لأهل الشام : الله أمرني عليكم. وقال : لو كره الله ما نحن فيه لغيره ، وقال لما قتل عمار : إنما قتله من جاء به ، فقال له عبد الله بن عمرو بن العاص : فإذن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الذي قتل حمزة ، ثم ظهر الجبر في سلطان بني أمية ، ولهذا قال المنصور بالله عليهالسلام في الشافي : « الجبر أموي إلا الشاذ النادر ، كالناقص والأشج ، والعدل هاشمي إلا الشاذ النادر كالمتوكل ».