فصل [في ذكر ما قيل في صفاته تعالى]
جمهور أئمتنا عليهمالسلام ، والملاحمية (١) : وصفات الله هي ذاته ، وفاقا لأبي الحسين البصري ، والرازي ، وغيرهما (٢) في صفته تعالى الوجودية.
ومعناه (٣) : أنه قادر بذاته تعالى لا بأمر غيره ، ونحو ذلك (٤).
بعض أئمتنا عليهمالسلام (٥) ، وبعض شيعتهم (٦) ، وأبو علي (٧) ، والبهشمية : بل هي أمور زائدة على ذاته.
__________________
(١) الملاحمية : أصحاب محمود بن الملاحمي الخوارزمي ، يقال له تارة : ابن الملاحمي ، وطورا بالخوارزمي ، وهو من تلاميذ القاضي عبد الجبار ، توفي سنة ٥٣٢ ه ش ط ١ / ٢٤٣.
(٢) كأبي القاسم البلخي ، وابن الإخشيد ، وسائر شيوخ البغدادية ، فإنهم يوافقون في صفته تعالى الوجودية.
(٣) أي : معنى أن صفات الله ذاته.
(٤) أي : عالم بذاته ، وحي بذاته ، وسميع بصير بذاته.
(٥) هو الإمام المهدي أحمد بن يحي المرتضى عليهالسلام.
(٦) هم الشيخ حسن الرصاص ، والفقيه يحي بن حسن القرشي ، صاحب المنهاج وغيرهم.
الشيخ حسن الرصاص : قال الجنداري : (الحسن بن محمد بن أبي طاهر) الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم الرصاص ، أبو محمد وأبو علي ، الإمام المتكلم الحجة ، أحد شيوخ الزيدية المتبحرين المحصلين ، شيخ المنصور بالله ، أثنى عليه غيره ، وقال في رسالة : لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه ، قرأ الشيخ على أبي جعفر وهو صغير في خمس عشرة سنة ، وله مؤلفات منها الثلاثين المسألة ، التي شرحها ابن حابس ، والكيفية ، والتحصيل ، والفائق في أصول الفقه ، والقاطف للوتين ، وغير ذلك ، وكان المنصور بالله يخرج إليه من صنعاء إلى سناع ليلا لمسائل ومشكلات ، وهو المعلل حلول الأعراض بالفاعل ، وكتبت المسألة على لوح قبره ، ولما مات قال رجل : أتفرحون بموت رجل كان يرد على اثنتين وسبعين فرقة ، ولما مات قيل : مات علم الكلام ، وله كتاب المؤثرات ، وفاته سنة ٥٨٤ ه.
يحيى بن حسن القرشي : أحد أعلام الزيدية الكبار له العديد من المؤلفات أهمها منهاج التحقيق ومحاسن التلفيق مخطوط بالجامع الكبير ١٩ ـ ٢٠ ، وقد شرحه أحد الأئمة ، توفي بالعراق ٧٨٠ ه (زيارة أئمة اليمن ٢٦٧)
(٧) أبو علي : هو محمد بن عبد الوهاب بن سلام الجبائي ، المتكلم ، أخذ العلم عن أبي يوسف يعقوب بن عبد الله الشحام البصري ، وله مقالات مشهورة في الأولين ، قال الحاكم الجشمي : هو الذي سهل علم