قلنا : ذلك دليل على أقوى طرق الفكر الموصل إلى العلم (١) بالمطلوب حيث ذكّرنا إياها فهو دليل بالتدريج (٢) ، كالدليل على كونه حيا (٣).
والظني إن كان كذلك فصحيح ، وغير المثير دور (٤).
جمهور أئمتنا عليهمالسلام ، وجمهور المعتزلة ، وقدماء الأشعرية [وغيرهم] ويصح بالقياس العقلي. بعض أئمتنا عليهمالسلام وغيرهم : لا يصح.
قلنا : يوصل إلى العلم ، ألا ترى أن من وجد بناء في فلاة فإنه يعلم أن له بانيا ، وليس ذلك إلا بالقياس على ما شاهد من المبنيات المصنوعة بحضرته ، لعدم المشاهدة لبانيه ، وعدم المخبر عنه ، والجامع بينهما عدم الفارق ، ولوروده في السمع كقوله تعالى : (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ) (٥) ونحوها.
فرع [المستدل نفس الدليل]
ووجود المستدل على الله سبحانه لازم لوجود الدليل ؛ لأن وجوده هو نفس الدليل ، فيبطل تقدير عدم الدليل على الله سبحانه مع وجود المستدل ، بخلاف العكس ؛ لجواز أن يخلق الله تعالى شيئا لا يعلم ، نحو الجماد قبل خلقه تعالى من يعلم ، والجهل بوجه الدليل لا يبطل كونه دليلا ؛ لأن الجهل لا تأثير له في إبطال الأدلة باتفاق العقلاء.
__________________
(١) في نسخة (اليقين).
(٢) وهي كونها منبهة على أقوى طرق الفكر.
(٣) فإنه دليل بالتدريج عند أبي هاشم ، وهو كونه قد صح منه الفعل ، وصحة الفعل مترتب على كونه تعالى قادرا ، والقادر لا يكون إلا حيا ، فصحة الفعل درجة أولى عنده ، والقدرة درجة ثانية في الدلالة على كونه حيا ، وهذا رد على أبي هاشم ومن تبعه.
(٤) خ (وإلا فدور).
(٥) يس : ٧٩.