فإن كان المبطل به مانعا لكون المبطل حجة ، ولم يتضمن الإثبات لخلاف ما ادعاه الخصم تعين كونه شبهة ، لا ثبوت خلاف ما ادعاه الخصم ؛ إلا أن يكونا (١) في طرفي نقيض ، إذا بطل أحدهما ثبت الآخر.
وإن تضمن إثبات خلافه تعين كونه شبهة وتعين خلافه.
أئمتنا عليهمالسلام ، والجمهور : ويصح الاستدلال على ثبوت الباري تعالى بالآيات المثيرة لدفائن العقول ، وهي زهاء خمسمائة آية.
أبو رشيد (٢) ، وبعض متأخري صفوة الشيعة : يصح بالقطعي من السمع مطلقا.
الإمامية (٣) ، والبكرية (٤) وبعض المحدثين : وبالظني مطلقا.
أبو هاشم (٥) : لا يصح بالجميع مطلقا.
__________________
(١) أي : الدليل المبطل به والمبطل.
(٢) أبو رشيد : سعيد بن محمد النيسابوري ، يعد في الطبقة الثانية عشرة من طبقات المعتزلة ، كان تلميذا للقاضي عبد الجبار ، ثم ورث عنه رئاسة المعتزلة بعد وفاته ، لأبي رشيد بعض المؤلفات أهمها ديوان الأصول الذي جمع فيه دقيق الكلام وجليله ، حققه الدكتور عبد الهادي أبو ريدة ، قال في المنية : من أصحاب قاضي القضاة ، وكان بغدادي المذهب ، واختلف إلى القاضي فدرس عليه ، وقبل عنه أحسن قبول ، وصار من أصحابه ، وإليه انتهت الرئاسة بعد قاضي القضاة (المنية والأمل ١١٦) شرح عيون الحاكم ٢٧٩ ، مطلع البدور لابن أبي الرجال (دار الكتب ٣ ـ ٤).
(٣) الإمامية : هي إحدى فرق الشيعة ، وهم من يقول بإمامة الأئمة الاثني عشر.
(٤) البكرية : من المجبرة ، وهم الذين اختصوا بأن الطفل لا يتألم ، وأن إمامة أبي بكر منصوصة نصا جليا ، وهم أصحاب بكر بن عبد الواحد ، وهو الذي تذكره كتب المقالات باسم بكر بن ابن أخت عبد الواحد بن زيد ، كان في أيام النظام (٢٣١) ه ش ط ٢٣١.
(٥) أبو هاشم : هو عبد السلام بن محمد بن سلام (مخفف) بن خالد بن أبان بن حمران مولى عثمان بن عفان ، الجبائي المعتزلي ، أبو هاشم ، قال ابن خلكان : هو الإمام في مذهب الاعتزال ، المتكلم ابن المتكلم ، العالم ابن العالم ، كان هو وأبوه من كبار العلماء ، وولادته سنة ٢٤٦ ه قال ابن خلكان : توفي يوم الأربعاء لاثنتي عشرة بقيت من شعبان سنة ٣٢١ ه ببغداد ، وإليه تنسب الفرقة البهشمية ، ذكره في المنية والأمل في الطبقة التاسعة ص ٩٤ ، والقاضي عبد الجبار من أنصاره وإن خالفه في بعض الأمور.