فصل [في خطايا الأنبياء]
الهادي والناصر عليهماالسلام ، وبعض البغدادية : وخطايا الأنبياء عليهمالسلام لا عمد فيها.
المهدي عليهالسلام ، والبصرية : بل هي عمد.
لنا : قوله تعالى : (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (١) وقوله تعالى : (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) (٢) أي : لن نضيق عليه ، أي : لا نؤاخذه.
قالوا : ما تعمده الأنبياء عليهمالسلام فصغيرة لكثرة ثوابهم.
قلنا : قال تعالى : (لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ) (٣) فليس ما قالوا بصحيح ، وأيضا لا خلاف في وقوع خطايا الأنبياء عليهمالسلام ، فإن تعمدوها لأجل تعريفهم أنها صغائر فذلك إغراء ، وهو لا يجوز على الله تعالى ، وإن تعمدوها جرأة على الله تعالى من غير مبالاة بصغرها وكبرها ـ وحاشاهم ـ ثم تبينت [لهم] من بعد ، فذلك مؤد إلى التنفير عن قبول ما أتوا به ، وذلك باطل.
فرع
ووقوعها منهم عليهمالسلام من باب التأويل ، وهو إما لتفريط في التحرز لظنهم أنهم لا يقعون فيها ، ومن ذلك خطيئة آدم عليهالسلام ، أو لظنهم أنها غير معصية ، ومن ذلك خطيئة يونس عليهالسلام ، وداود عليهالسلام.
__________________
(١) طه : ١١٥.
(٢) الأنبياء : ٨٧.
(٣) الإسراء : ٧٥.