المعاصي ، كما قال تعالى : (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) (٢) أي : التي عملوها [من المعاصي] (٣).
[معنى القضاء]
والقضاء بمعنى : الخلق ، قال تعالى : (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) (٤).
وبمعنى : الإلزام (٥) قال تعالى : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) (٦).
وبمعنى : الإعلام (٧) قال تعالى : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) (٨) فيجوز أن يقال : الطاعات بقضاء [من] الله ، بمعنى : إلزامه (٩) لا بمعنى : خلقها ، خلافا للمجبرة (١٠).
قلنا : صحة الأمر بها والنهي عن تركها ينافي خلقه [تعالى] لها ضرورة ، وأيضا هي تذلل ، فيلزم أن يجعلوا الله متذللا ، وذلك كفر.
العدلية : ولا المعاصي بمعنى خلقها بقدرته ، أو ألزم بها خلافا للمجبرة.
لنا : ما مر.
__________________
(١) لفظ المتن في الشرح (عملهم اللائق بهم).
(٢) الأنفال : ٤٨.
(٣) معنى التزيين ـ عن الناصر ، والكشاف ، والهادي ، والحسين بن القاسم. ش ٢ / ١٢٩.
(٤) فصلت : ١٢.
(٥) والحكم.
(٦) الإسراء : ٢٣.
(٧) وبمعنى : الفراغ ، نحو قضيت حاجتي ، وقوله تعالى : (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ) أي : قتله ، كأنه فرغ منه ، وبمعنى : الأداء ، نحو قضيت ديني ، أي : أديته.
(٨) الإسراء : ٤.
(٩) وحكمه.
(١٠) فإنهم حكموا وأوجبوا أن الله خلق أعمال المكلفين طاعة كانت أو معصية.