(١) ، وحركة لا هي الله ولا هي غيره (٢) ، ومعاني لا هي الله ولا هي غيره (٣) ، وغير مانع للحيز من ثلاث جهات دون الرابعة (٤) ، وثابت غير موجود (٥) ، وأمور لا توصف بالحدوث ولا القدم ، ولا الوجود ولا العدم (٦) ، ولله در القائل (٧) :
وبعض القول ليس له عناج |
|
كمخض الماء ليس له إتاء |
فصل [في ذكر الحد]
والحد لغة : طرف الشيء ، وشفرة نحو السيف. والمنع.
__________________
وانتفع الناس بكتبه ، سكن بغداد ، وتوفي بها يوم الثلاثاء خامس شهر ربيع الآخر سنة ٤٣٧ ه ، وذكر محقق شرح الأساس أنه توفي سنة ٤٣٦ ه ومن مؤلفاته في علم الكلام كتاب الانتصار في الرد على ابن الراوندي ، وأخذ عنه محمود بن الملاحمي ، حدثت بينه وبين المعتزلة نفرة لكثرة قراءاته لكلام الأوائل ـ يعنون الفلاسفة.
(١) عرض لا محل له : هو الإرادة في حقه تعالى ، التي زعم بعض المعتزلة أنها عرض لا محل له.
(٢) هي الإرادة أيضا عند هشام بن الحكم ومتابعيه ، حيث زعموا أنها حركة لا هي الله ولا هي غيره.
(٣) هي قول بعض الأشعرية في صفات الله سبحانه ، وسيأتي ذكر ذلك.
(٤) هو قول المعتزلة في الجوهر الفرد.
(٥) هو قول بعض المعتزلة في ذوات العالم : إنها ثابتة في الأزل لا موجودة.
(٦) هو قول بعض المعتزلة في صفاته تعالى : إنها أمور زائدة على ذاته.
(٧) هذا البيت لقيس بن الحطيم ، وقيس : شاعر جاهلي ، وابنه الصحابي ثابت بن قيس ش ١ / ٢٦٢.
قال في الشرح : العنج ـ بالتحريك ـ والعناج (في الدلو العظيمة) : حبل أو بطان يشد إلى أسفلها ، ثم يشد إلى العراقي ، فيكون عونا لها وللوذم ، فإذا انقطعت الأوذام أمسكها العناج ، فإذا كانت الدلو خفيفة فعناجها خيط يشد في إحدى آذانها إلى العرقوة ، قال الحطيئة :
قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم |
|
شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا |
وقالوا : قول لا عناج له : إذا أرسل على غير روية. والمصدر : العند ـ بسكون النون ، وفتح العين ـ والأتوء ـ بفتح الهمزة ـ الزبد ، يقال للسقاء إذا مخض وجاء الزبد : جاء أتؤه ، ولفلان أتوء أي : غطاء ، ويقال : ما أحسن أتوء ثدي الناقة ، وأتا أيضا : رجع ثديها في السير ، والإيتاء.
والكرب : الحبل الذي يشد في وسط العراقي ، ثم يثنى ، ثم يثلث ليكون هو الذي يلي الماء ، فلا يعفن الحبل الكبير ، والعرقوتان : العودان المعروضان في رأس الدلو ، ذكره هذا كله في الصحاح.