واصطلاحا : قول يشرح به اسم ، أو تتصور به ماهية.
فالأول نحو قوله تعالى : (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا) (١) أي : هو رب جميع الأجناس التي هي السموات والأرض وما بينهما ، في جواب فرعون [في قوله] : (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) أي : أيّ جنس رب العالمين؟.
والثاني : نحو قولهم : الإنسان حيوان ناطق.
ويرادفه لفظ الحقيقة والماهية.
فحد بعض المتكلمين للذات ، وحدّهم نحو موجود بالمعنى الثاني لا يصح ؛ لأن الله تعالى لا يصح تصوره ، كما سيأتي إنشاء الله تعالى ، فليس بجامع.
وقولهم في حد العالم : من يمكنه إيجاد الفعل المحكم. لا يصح بالمعنيين معا لما مر ، ولدخول نحو النحلة ؛ لأنه يمكنها إيجاد الفعل المحكم ، وهو تقدير بيوت شمعها برصيفها له ، فليس حدهم بمانع.
فإن قيل : فما شرحه (٢)؟.
قلت : [وبالله التوفيق] هو من يمكنه إحكام الأشياء (٣) المتباينة ، وتمييز كل منها بما يميزه أو : من أدرك الأشياء إدراك تمييز ، وإن لم يقدر على فعل محكم.
__________________
(١) الشعراء : ٢٤.
(٢) أي : شرح العالم.
(٣) الإحكام : إيجاد فعل عقيب فعل ، أو مع فعل على وجه لا يتأتى من كل قادر ابتداء ، وفي اللغة : الإتقان