فرع
العترة عليهمالسلام ، والجمهور : ولا قديم غير الله تعالى ، خلافا لمن أثبت معاني (١) قديمة ، وكلاما قديما (٢).
قلنا : يلزم أن يكون للقدماء ماله تعالى من الإلهية لعدم المخصص ، ولعدم الفرق ، وقد بطل أن يكون غيره إلها بما مر.
فصل
ولم يكلف الله عباده العقلاء من معرفة ذاته إلا ما مر ، لتعذر تصوره تعالى ، لما ثبت أنه تعالى ليس بجسم ولا عرض ، والتصور إنما يكون لهما ضرورة ، وتعذر فهم التعبير عن كنهها ؛ لأن التعبير إنما يفهم ضرورة عما يصح أن يدرك بالمشاعر ، وهي الحواس الخمس وما يلحق بها ، وهو الوجدان المدرك به نحو لذة النفس وألمها ، يفهم المخاطب ما كان أدركه بها ، أو يفهم المخاطب مثله (٣) بالتعبير المعروف الدلالة على ذلك المدرك عنده ، ولا يصح أن يدرك بالمشاعر والوجدان إلا [ما كان] جسما أو عرضا ، وقد بطل بما مر أن يكون تعالى جسما أو عرضا ، فثبت تعذر فهم التعبير عن كنه ذاته تعالى.
واعلم أن العلم بأن للمصنوع صانعا لا يستلزم معرفة كنه ذات صانعه ، كالآثار الموجودة في القفار.
__________________
(١) وهم الأشعرية ، والكرامية.
(٢) وهم الأشعرية والحشوية.
(٣) أي : مثل ما أدركه من المدركات ، يفهمه بالقياس على ما أدركه بعينه منها.