الإمام يحي عليهالسلام (١) ، وأبو الحسين البصري ، وحفص الفرد (٢) ، وضرار : وله تعالى ماهية يختص بعلمها.
قلنا : الماهية ما يتصور في الذهن ، وقد امتنع أن يتصوره الخلق حيث لم يتمكنوا إلا من تصور المخلوقات اتفاقا بيننا وبينهم.
وعلم الله تعالى ليس بتصور اتفاقا كذلك ، فإن أرادوا بذلك ذاتا لا يحيط به المخلوق علما فصحيح.
__________________
(١) الإمام يحي : هو الإمام المجاهد يحي بن حمزة بن علي الهاشمي الحسيني الموسوي ، جبل العلم ، وطراز الفضل ، وواحد علماء اليمن ، قال الجنداري في عده لكتب الإمام يحي عليهالسلام : « كم نصر بانتصاره العلماء ، واعتمد على عمدته الفقهاء ، وشمل بشامله فنون الكلام ، وصان بتحقيقه علماء الإسلام ، وحوى بحاويه دقائق الأصول ، وعبر بمعياره حقائق المعقول ، وأزهر بأزهاره حدائق الكافية ، وحمل بمنهاجه الجمل الوافية ، وحصر بالحاصر ما جمعه في مقدمته طاهر ، ووشح بالمحصل ما أبهمه صاحب المفصل ، وطرز بالطراز علم الإعجاز ، وسهل بالإيجاز إلى علم البيان المجاز ، وأيد بالمعالم الدينية مذاهب الفئة العدلية ، وأوضح بالنهاية طرق الهداية ، ووزن بالقسطاس أقدار العلماء من الناس ، وأغنى بالاقتصار طالب النحو عن الإكثار ، وصفى بالتصفية من الموانع المردية قلوبا كانت قاسية ، ونور بأنواره المضيئة طرق الأربعين السيلقية ، وكشف بسفره الوضي دقائق كلام الوصي ، وأزاح بعقد اللآلي ما زخرفه في حل السماع الغزالي ، وقطع بالقاطع للتمويه ما يرد على الحكمة والتنزيه ..
مولده عليهالسلام بمدينة (حوث) في صفر سنة ٦٦٧ ه وقام ودعا سنة ٧٢٩ ه وتوفي بحصن هران سنة ٧٤٩ ه ، ثم نقل إلى الجامع بمدينة ذمار ، من مشايخه محمد بن عبد الله بن خليفة مصنف الجوهرة ، وغيره ، وأخذ عنه أحمد بن سليمان الأوزري محدث اليمن ، والفقيه حسن النحوي أسمع عليه الانتصار كاملا ، وهو في ثمانية عشر مجلدا ، وقد اختصره الإمام المهدي أحمد بن يحي المرتضى عليهالسلام في كتابه البحر الزخار ، وهو الآن قيد التحقيق والطبع إنشاء الله تعالى.
(٢) حفص الفرد : هو حفص بن الفرد المصري ، البصري ، ويكنى بأبي عمرو ، عاش في النصف الأول من المائة الثانية ، وبعض كتب الأصول تذكره باسم حفص القرد ، كما في المحيط بالتكليف للقاضي عبد الجبار ، وقد نقل عنه ما يمكن أن يكون وجه تلقيبه بهذا اللقب ، كان في بداية أمره معتزليا ، إلا أنه ترك الاعتزال إلى الجبر ، لحفص الفرد مناظرات مع أبي الهذيل ، وكتب الرد على النصارى.