و [بمعنى] الاختبار ، قال [الله] تعالى : (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا (١) الآية ، أي : اختبرناهم بالتكاليف والشدائد.
وبمعنى الإضلال عن طريق الحق ، قال تعالى : (ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) (٢).
وبمعنى العذاب ، قال تعالى : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) (٣).
فيجوز أن يقال : فتن الله المكلفين ، بمعنى : اختبرهم بالتكاليف والشدائد.
ويفتن المسخوط عليهم بمعنى : يعذبهم.
العدلية : لا بمعنى يضلهم عن طريق الحق ، خلافا للمجبرة.
قلنا : ذلك صفة نقص وذم لله تعالى ، وتزكية لإبليس كما مر.
تنبيه
[معنى الاختبار والابتلاء من الله سبحانه]
اعلم أن من الناس من يعبد الله على حرف ، فإن أصابه خير اطمأن به ، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة.
ومن الناس مثل ما قال تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍ) قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ (٤) الآية.
__________________
(١) العنكبوت : ٣.
(٢) الصافات : ١٦٢ ـ ١٦٣.
(٣) الذاريات : ١٣.
(٤) آل عمران : ٤٦.