والإضلال بمعنى : الإهلاك والتعذيب والإغواء كما مر ، وبمعنى : الحكم والتسمية ، قال الشاعر : ما زال يهدي قومه ويضلنا (البيت).
فيجوز أن يقال : إن الله يضل الظالمين بمعنى : يحكم عليهم بالضلال ويسميهم به لما ضلوا عن طريق الحق ، وبمعنى يهلكهم أو يعذبهم (١).
العدلية : لا بمعنى يغويهم عن طريق الحق خلافا للمجبرة.
قلنا : ذلك ذم لله تعالى ، وتزكية لإبليس وجنوده ، وذلك كفر.
والإغواء بمعنى : الصرف عن واضح الطريق.
وبمعنى : الإتعاب ، يقال : أغوى الفصيل إذا أتعبه بحبسه عن الماء واللبن.
و[بمعنى] : الحكم والتسمية ، فيجوز أن يقال : إن الله أغوى الضّلّال ، بمعنى : حكم عليهم ، وسماهم به ؛ لما غووا عن طريق الحق ، ويغويهم في الآخرة بمعنى : يتعبهم جزاء على أعمالهم.
العدلية : لا بمعنى صرفهم عن طريق الحق ، خلافا للمجبرة.
قلنا : ذلك ذم لله تعالى ، وتزكية لإبليس [كما مر].
والفتنة في لغة العرب بمعنى : المحنة (٢) ، كما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (سيأتي من بعدي فتن متشابهة كقطع الليل المظلم ، فيظن المؤمنون أنهم هالكون عندها ، ثم يكشفها الله [تعالى] بنا أهل البيت ...) (٣) الخبر.
__________________
(١) وقد يكون الضلال بمعنى النسيان نحو (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى) وبمعنى الذهاب عن الشيء والغفلة عنه ، نحو (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى).
(٢) والتمحيص.
(٣) قال في ش ٢ / ١١٩ : وتمامه « برجل من ولدي خامل الذكر ، لا أقول خاملا في حسبه ودينه وعلمه ، ولكن لصغر سنة وغيبته عن أهله واكتتامه في عصره » ولعله عليهالسلام يشير بذلك إلى الإمام المهدي عليهالسلام. قال في الحاشية : أخرجه أبو داود في سننه بلفظ قريب من ذلك.