قلنا : إنا لا ننفي إدراكه تعالى للمدركات ، لكن [يدركها] بذاته (٢) كما يأتي إنشاء الله تعالى
وأما قياسكم له تعالى ففاسد ؛ لأنه ليس لله من جارحة عينين يفتحهما ، ثم يغمضهما تعالى الله عن ذلك ، فالفرق بينكم وبينه جلي ؛ إذ لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (٣) (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ).
(فرع) والله سامع مبصر
جمهور أئمتنا عليهمالسلام ، والبغدادية : وهما بمعنى عالم كما مر.
بعض أئمتنا عليهمالسلام (٤) ، وبعض شيعتهم (٥) ، والبصرية : بل هما صفتان له حين يدرك المسموع والمبصر بالحياة كما مر (٦). لنا : ما مر (٧).
فإن قيل : فبم يدرك المدركات؟.
قلت ـ وبالله التوفيق ـ : يدركها على حقيقتها بذاته تعالى ، لبطلان الأمور [والمعاني] (٨) كما مر ، وهذا معنى قول الأئمة عليهمالسلام : يدركها بعلمه ؛ لأن علمه ذاته كما تقرر.
__________________
(١) أي : ما وجد من العقل ، وقد وجدنا الفرق بين العلم والإدراك من نفوسنا.
(٢) م خ (لكن يدركها بذاته).
(٣) الشورى : ١١.
(٤) هو الإمام المهدي أحمد بن يحي المرتضى عليهالسلام.
(٥) كالقرشي والنجري.
(٦) م خ (كما مر لهم).
(٧) م خ (كما مر عليهم).
(٨) ما بين القوسين غير موجود في ش خ متنا ، وهو موجود شرحا ..