آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) (١) ونظيره في الشرعيات عدم جواز حد المرتد حتى يدعى إلى التوبة.
فصل [ما يدرك بالعقل]
وما يدرك بالعقل قد يكون بلا واسطة نظر كالضروريات (٢) ، وبواسطة نظر كالاستدلاليات (٣).
والإدراك به إن عري عن حكم فتصور (٤) وإن لم يعر فتصديق.
والتصديق جازم وغير جازم ، فالجازم مع المطابقة ، وسكون الخاطر علم ، ومع عدمهما ، أو الأول اعتقاد فاسد وجهل مركب ، ومع عدم الثاني اعتقاد صحيح.
وغير الجازم إن كان راجحا فظن ، وإن كان مرجوحا فوهم ، وإن استوى الحال فشك والأول إن طابق فصحيح ، وإلا ففاسد. وقد يطلق الوهم على الغلط وعلى الشك.
__________________
(١) طه : ١٣٤.
(٢) الضروريات : هي التي تعرف بضرورة العقل وبديهته وفطرته ، والعلوم الضرورية عشرة ، وقد جمعها قول الشاعر
فعلم بحال النفس ثم بديهة |
|
كذا خبرة ثم المشاهد رابع |
ودائرة والقصد بعد تواتر |
|
جلي أمور والتعلق تاسع |
وعاشرها تمييز حسن وضده |
|
فتلك علوم العقل مهما تراجع |
(٣) في نسخة المتن الخطية زيادة (وقد عرف بذلك حداهما) وليس ذلك موجودا في الشرح المخطوط لا متنا ولا شرحا الاستدلاليات : هي ما يكون بواسطة نظر وترتيب مقدمات ، كمعرفة الله سبحانه.
(٤) التصور : هو أن يحصل في ذهن الإنسان صورة مطابقة لما في الخارج ، ذكر في الشرح : أن العلم والظن إن كانا بذات فتصور فيما يمكن تصوره ، وإلا فإيمان كالعلم بالله ، وإن كان بحكم فإيمان ، ويمكن تصور الأحكام فيكون تصورا أيضا.