إلى القرينة (١). قلنا : الاشتقاق لا يفتقر إلى حصول معنى المشتق منه ؛ إذ ليس بمؤثر فيه ، بل للواضع أن يشتق من اسم ما سيحصل له ، مثل تسميته له ولا مانع ، وقد حصل حيث يطلق على المشتق له قبل حصول معنى المشتق منه ، وحاله وبعده على سواء ، ونصب القرينة لا بد منها لكل واحد من الثلاثة ، عرف ذلك بالاستقراء ، وليس ذلك إلا للاشتراك فقط ، ففي دعوى الحقيقة في البعض (٢) دون البعض (٣) تحكم.
وأيضا لا مانع من أن يقال : إنه خالق ما سيكون قبل ورود السمع ، فلو كان مجازا لامتنع.
فصل
ويختص الله تعالى من الأسماء بالجلالة وبرحمن مطلقا ، وبرحيم غير مضاف ، ورب كذلك.
البلخي : يجوز أن يطلق رب على غيره تعالى غير مضاف ؛ إذ هو من التربية ، كما مر له.
قلنا : لا يحمله السامع على غير الله تعالى فامتنع ، وبذي الجلال ، وذي الكبرياء ، وبديع السموات ونحوها.
أئمتنا عليهمالسلام : وبثابت في الأزل ، لا بقديم ، خلافا لقوم في الطرفين (٤).
__________________
(١) إذ لو أطلق لفظ خالق لم يفهم منه إلا حصول مضمونه وقت التكلم ، أو في الماضي.
(٢) وهو الحال ، أو الحال والماضي.
(٣) وهو المستقبل.
(٤) أما الطرف الأول فقال : من أثبت الذوات في العدم لا يختص الله سبحانه بالثبوت في الأزل ، وفرقوا بين الثبوت والوجود.
وأما الطرف الثاني فقال أبو علي : لا يجوز إطلاق لفظ قديم إلا على الله ؛ إذ معناه : هو الموجود في الأزل ، وكل موجود سوى الله تعالى فهو محدث ، وجعل قوله تعالى : (كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) من قبيل التوسع والتجوز ، وخالفه ابنه أبو هاشم.