فصل
وهو خطاب للموجودين اتفاقا.
والمختار وفاقا للحنابلة : وخطاب لمن أدرك بعدهم أيضا ؛ لأن السابق مأمور بإبلاغه اللاحق ، كما أن النبي (١) صلىاللهعليهوآلهوسلم مأمور بإبلاغه الموجود ، ولقوله تعالى ملقنا لرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) (٢).
الجمهور : بل لزم من بعدهم بدليل آخر [وهو إما] الإجماع أو القياس.
لنا : ما مر ، ولا مانع منه.
(فصل) [في بيان المحكم والمتشابه]
والمحكم : ما لا يحتمل أكثر من معنى (٣) أو يدل على معان امتنع قصر دلالته على بعضها دون بعض (٤) ، نحو (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ) (٥) ويسمى النص.
أو يكون أحد معانيه أظهر لسبقه إلى الفهم ، ولم يخالف نصا ولا إجماعا ، ولا يثبت ما قضى العقل ببطلانه ، ويسمى الظاهر. والمتشابه : ما عداهما.
أئمتنا عليهمالسلام ، والمعتزلة ، وبعض الأشعرية : ويعلم تأويله الراسخون في العلم ، بأن يحملوه على معناه الموافق للمحكم (٦).
__________________
والتيسير ، فكأنه قال : أنزل موسعا ميسرا ، وهذا على عادة العرب في التعبير عن الكثرة والسعة بالسبعة ، والسبعين ، والسبعمائة.
(١) في المتن المطبوع : (كما أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم).
(٢) الأنعام : ١٩.
(٣) وقيل : ما وضح معناه ، وقيل : ما كان إلى معرفته سبيل ، وقيل : ما علم المراد بظاهره بدليل عقلي أو نقلي.
(٤) فإنه يحمل على المعاني كلها.
(٥) لقمان : ١٧.
(٦) الحكمة في إنزال المتشابه هو : الزيادة في التكليف للزيادة في الثواب ، بسبب مشقة الفحص والتأمل ، وإتعاب النفس ، وإيثار الهدى على الهوى ، وفيه تمييز الراسخ في الإيمان من المتزلزل فيه.