الجزري (١) عن الجمهور : القراءة ما صح سندها ، ووافقت المصاحف العثمانية لفظا أو تقديرا ، بأن يحتملها الرسم ، ووافقت اللغة العربية ولو بوجه وإن لم تواتر ، والشاذة ما وراء ذلك.
قلنا : ما لم يتواتر يجوز أن راويه سمعه خبرا فتوهمه قرآنا ، وذلك تشكيك في كونه قرآنا ، والله تعالى يقول : (لا رَيْبَ فِيهِ) فلا بد من التواتر.
وأنزل على سبعة أحرف تخفيفا (٢). الجمهور : والمراد بالأحرف سبع لغات عربية (٣).
وقيل : بل المراد معاني الأحكام (٤). وقيل : ليس المراد العدد ، بل السعة والتيسير والظاهر الأول ؛ لأن اللغة العربية تسمى حرفا [في اللغة].
__________________
والإمام الحقيني : قال المولى العلامة مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي حفظه الله في كتابه التحف ط ٢ ص ١٤٣ : والإمام الهادي الحقيني أبو الحسن علي بن جعفر بن الحسن بن عبد الله بن علي بن الحسن بن علي بن أحمد الحقيني ، بن علي بن الحسين الأصغر بن علي سيد العابدين .. أجمع علماء زمانه أن سبع علمه يكفي للإمامة ، وكان متشددا على الملاحدة الباطنية ، وغدر به حشيشي ـ يقال للباطنية : الحشاشون ، فمعنى حشيشي أي : واحد من الباطنية وسموا حشاشين لأنهم كانوا يجعلون شخصا يدمن على الحشيش ثم يمنعونه عنه حتى ينفذ لهم ما يريدون ـ فقتله يوم الاثنين من شهر رجب سنة ٤٩٠ ه وهبت ريح بعد سنة من وفاته ، فكشفت عن قبره فرأوه على عادته لم يتغير حتى شعر لحيته ، وله وصية تذهل منها العقول رضوان الله وسلامه عليه.
(١) الجزري : هو الشيخ محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري الشافعي ، ولد بدمشق سن ٧٥١ ه ـ أخذ القراءات على عدة من المشايخ ، ورحل إلى مصر ، وجمع القراءات للاثني عشر ، وللسبعة ، وللأربعة عشر ، لقب بإمام المقرءين ، توفي سنة ٨٣٣ ه ـ بشيراز ، ودفن بدار القرآن التي أنشأها.
(٢) أي : لأجل التخفيف والتيسير.
(٣) أي أنزل على لغة سبع قبائل من العرب.
(٤) أي : الأحكام الشرعية ، حلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، ومثل ، وإنشاء ، وخبر. وقيل : ناسخ ، ومنسوخ ، وعام ، وخاص ، ومجمل ، ومبين ، ومفسر. وقيل : ليس المراد العدد حقيقة ، بل المراد بها السعة