أبو هاشم ـ مقسما ـ : إنه ما يعلم الله سبحانه من ذاته إلا مثل ما يعلم هو.
قلنا : قال تعالى : (يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) (١) والله سبحانه قد أحاط بكل شيء علما ، بمعنى : لا يغيب عن علمه لا كإحاطة الأسوار.
فصل
أئمتنا عليهمالسلام ، وبعض المعتزلة (٢) : وكون الله عالما بما سيكون ، وقادرا على ما سيكون لا يحتاج إلى ثبوت ذات ذلك المعدوم والمقدور في الأزل.
بعض صفوة الشيعة ، وبعض المعتزلة (٣) : بل يجب ثبوتها ليصح تعلق العلم والقدرة بها ؛ إذ لو لم تكن ثابتة لم يكن تعالى عالما ولا قادرا.
__________________
(١) طه : ١١٠.
(٢) كالشيخ أبي الهذيل ، وأبي الحسين البصري ، ومحمود بن الملاحمي ، وأبي القاسم بن شبيب التهامي ، هؤلاء قالوا : العدم نفي محض ، فلا ذوات ثابتة في حال العدم.
أبو الهذيل : هو محمد بن الهذيل بن عبد الله بن مكحول أبو الهذيل العلاف ، شيخ البصرة ، من كبار المعتزلة ، سمعي بالعلاف ؛ لأن داره بالبصرة كانت عند سوق العلف ، ولد سنة ١٣١ ه أخذ الكلام عن عثمان الطويل ، وعثمان بن واصل ، وروى الحديث عن محمد بن طلحة ، وأخذ عنه الكلام أبو يعقوب الشحام ، وليس بذاك في الرواية ، قال ابن خلكان : له مجالس ومناظرات ، وهو من موالي عبد القيس ، حسن الجدل ، قوي الحجة ، كثير الاستعمال للأدلة الإلزامية ، قال الحاكم : أسلم على يده سبعة آلاف نفس ، توفي بسامراء سنة ٢٣٥ ه على الأصح ، وقيل : غير ذلك
(٣) كالشيخ أبي هاشم ، وأبي عبد الله البصري ، وقاضي القضاة ، وغيرهم.
أبو عبد الله البصري : هو الحسين بن علي البصري ، أخذ الاعتزال عن أبي هاشم الجبائي ، وهو من الطبقة العاشرة من المعتزلة ، قال الجنداري : الشيخ أبو عبد الله ، المرشد ، المتكلم ، من المعتزلة البهشمية ، ومن المفضلين لعلي عليهالسلام ، وله كتاب في تفضيل أمير المؤمنين على غيره ، أخذ عنه العلم قاضي القضاة ، والسيد أبو طالب ، وأبو عبد الله الداعي ، وكان زاهدا متقدما على أقرانه ، وله مؤلفات كثيرة ، توفي سنة ٣٦٧ ه قاضي القضاة : قال الجنداري : « عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار .. الأسترآبادي المعتزلي ، أبو الحسن ، قاضي القضاة ، إذا أطلق القاضي في كتب العدلية ، فهو هذا ، وفي كتب الأشاعرة هو الباقلاني ، حدث عن