قلنا : يستلزم الحاجة ، وقد مر بطلانها ، فيلزم بطلان ما يستلزمها ، ولا فرق أيضا بين الثبوت والوجود في العربية ، [فلو كان] لفظ ثابت يطلق عليها في الأزل حقيقة كما زعموا لكان لفظ موجود كذلك ، ولكانت لا أول لوجودها ، وبطلان ذلك متفق عليه.
وأيضا علم الله تعالى متعلق بصفة ما سيكون الوجودية ، فلو كان يوجب الثبوت [لزم أن يكون ما سيكون موجودا في الأزل لثبوت صفة الوجودية] (١) لصحة تعلق العلم بها كالذات ، لعدم الفرق ، وذلك معلوم البطلان عند الجميع.
الإمام الحسن بن علي بن داود عليهالسلام (٢) : ليس مرادهم بثبوتها إلا تصورها.
قلت ـ وبالله التوفيق ـ وفيه نظر (٣) ؛ لأن علم الله تعالى ليس بتصور.
__________________
أبي الحسن القطان ، والزبير بن عبد الواحد ، وآخرين ، وأخذ علم الكلام عن أبي عبد الله البصري ، وحدث عنه عبد السلام القزويني ، والإمام الموفق بالله الجرجاني ، وأخذ عنه علم الكلام الإمام المؤيد بالله ، وأبو عبد الله الحاكم ، والصاحب بن عباد وآخرون ، وقال في تاريخ قزوين : وله أمالي كبيرة سمع منها بعضها في الري ، وبعضها بقزوين سنة ٤٠٩ ه صنف الكثير في التفسير والكلام وغيرهما ..
قال الإمام المهدي عليهالسلام : انتهت مؤلفاته إلى أربع مائة ألف وعشرون ألفا ، وقال ابن كثير : من أجل مصنفاته كتاب دلائل النبوة ، أبان فيه عن علم وبصيرة ، وقد طال عمره ، وارتحل الناس إليه من الأقطار واستفادوا منه ، قال الحاكم الجشمي : ليس عندي عبارة بقدر محله من العلم ، توفي بالري سنة ٤١٥ ه ، قال أحمد بن سعد الدين : حضر جنازته كثير من الأئمة.
(١) ما بين القوسين غير ثابت في ش خ ، وهو ثابت في م ط ، م خ ، واللفظ محتاج إليه ليستقيم المعنى.
(٢) الإمام الحسن بن علي بن داود : هو الإمام الأسير ، والوجه المنير ، والعلم الغزير ، الحسن بن علي بن داود بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن المؤيد بن جبريل ، قام بأمر الإمامة سنة ٩٨٦ ه وهو الذي أسره الترك سنة ٩٩٣ ه ومكث في اليمن سنة ، ثم وجهوه وأولاد المطهر بن الإمام يحي شرف الدين إلى الآستانة ، عاصمة الخلافة العثمانية ، فمات هناك في الأسر سنة ست وعشرين وألف ، ونحن أسرة بيت الهاشمي الساكنون برحبان صعدة من أولاده عليهالسلام.
(٣) لأن ذلك خلاف ظواهر أقوالهم في تفسير ثبوت الذوات في العدم.