وليستا بصفتي فعل لثبوتهما لغة لمن لا يفعل ما وضعا له من حيث (٢) يقال : فلان رب هذه الدار وإن لم يصنعها ، أو يزد فيها [أو ينقص]. وفلان مالك ما خلف أبوه وإن لم يحدث فعلا ، فهما [صفتا ذات له تعالى] (٣) باعتبار كون المملوك له فقط ، وهما حقيقتان قبل وجود المملوك [قطعا] لا مجاز ؛ لما سيأتي إنشاء الله تعالى.
والثانية : حليم ، وغفور.
أبو علي (٤) : وهما من صفات الفعل ، أي : فاعل للعصاة ضد الانتقام ، من إسبال النعم والتمهيل ، وقبول توبة التائب.
أبو هاشم : بل صفة نفي ، أي : تارك الانتقام.
قلت : وهو الحق ؛ لأنه معناه لغة.
فرع
والله خالق ما سيكون حقيقة ، وفاقا لبعض أهل العربية ، وأبي هاشم ، فلا يفتقر إلى السمع.
الجمهور (٥) : بل مجاز ؛ لعدم حصول معنى (٦) المشتق منه ، وهو الخلق ولافتقاره
__________________
(١) في هذا التمثيل نظر ؛ لأن عالما لا يدل على قادر مطابقة ولا التزاما ، كما مر للإمام عليهالسلام أن العالم من أدرك الأشياء إدراك تمييز ، وإن لم يقدر على فعل محكم فتأمل ، والأولى المثيل بقادر فإنه يدل على الحي التزاما ، والله أعلم.
(٢) م ط (ما وضعا لأجله حيث يقال).
(٣) لفظ ش ط ، م خ (فهما صفتان باعتبار كون المملوك له).
(٤) بعد الاتفاق بين أبي علي ، وابنه أبي هاشم أن الله لا يوصف بأنه حليم وغفور فيما لم يزل ، وإنما يوصف بعد خلق العالم ، بل بعد وقوع العصيان ، ولكن اختلفا هل هي راجعة إلى الإثبات أو إلى النفي.
(٥) من علماء الكلام ، وعلماء العربية.
(٦) م ط (لعدم حصول معناه المشتق منه).