وبمعنى الحكم والتسمية ، قال الشاعر :
ما زال يهدي قومه ويضلنا |
|
جهرا وينسبنا إلى الفجار |
فيجوز أن يقال : إن الله لا يهدي القوم الظالمين ، بمعنى : لا يزيدهم بصيرة لما لم يتبصروا ، أو لا يثيبهم ، أو لا يحكم لهم بالهدى ، ولا يسميهم به (١).
العدلية : لا بمعنى أنه لا يدعوهم إلى الخير خلافا للمجبرة.
قلنا : ذلك رد لما علم من الدين ضرورة ، لدعاء الله الكفار وغيرهم بإرساله إليهم الرسل ، وإنزاله إليهم الكتب ، وقال تعالى : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى [وقال تعالى] : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) (٢).
[معاني الضلال والإضلال]
والضلال في لغة العرب يكون بمعنى : الهلاك ، قال تعالى : (وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ) (٣).
وبمعنى العذاب ، قال تعالى : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ) (٤)
وبمعنى الغواية عن واضح الطريق ، ومنه : (وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى) (٥) أي : أغواهم عن طريق الحق.
__________________
(١) الهدى عند الإمام الهادي عليهالسلام قسمان : هدى مبتدأ ، وهدى مكافأة ، فأما الهدى المبتدأ فقد هدى الله به البر والفاجر ، وهو العقل والرسول والكتاب ، فمن أنصف عقله ، وصدق رسوله ، وآمن بكتابه ، وأحل حلاله ، وحرم حرامه استوجب من الله الزيادة والهدى ، وهو القسم الثاني جزاء على عمله ، ومكافأة على فعله.
(٢) فاطر : ٢٤.
(٣) السجدة : ١٠.
(٤) القمر : ٤٧.
(٥) طه : ٧٩.