فشبه [الله تعالى] الامتحان لتمييز صادق الإيمان من المتلبس به على حرف بالاختبار ، فعبر الله تعالى عنه بما هو بمعناه من نحو قوله تعالى : (وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) (١) لا أنه تعالى اختبرهم اختبار الجاهل.
[معنى الطبع والختم]
والطبع والختم بمعنى : التغطية ، وبمعنى : العلامة.
العدلية : ولا يجوز أن يقال : إن الله تعالى ختم على قلوب الكفار ، وطبع بمعنى : غطى ، خلافا للمجبرة.
قلنا : أمرهم ونهاهم عكس من لم يعقل ، نحو المجانين ؛ إذ خطاب من لم يعقل صفة نقص ، والله سبحانه يتعالى عنها.
بعض العدلية (٢) : ويجوز بمعنى : جعل علامة.
وفيه نظر ؛ لأنها إن كانت للحفظة عليهمالسلام فأعمال الكفار أوضح منها ، مع أنهم [عليهمالسلام] لا يرون ما واراه اللباس من العورة ، كما ورد أنهم يصرفون أبصارهم عند قضاء الحاجة فبالأحرى أنهم لا يرون القلب ، والله [تعالى] غني عنها ؛ لأنه عالم الغيب والشهادة : (لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ) (٣).
فالتحقيق أنه (٤) عبارة عن سلب الله تعالى إياهم تنوير القلوب الزائد على العقل الكافي ، لأن من أطاع الله تعالى نور الله قلبه ، كما قال الله تعالى : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) (٥) وقال
__________________
(١) محمد : ٣١.
(٢) كالإمام المهدي وغيره.
(٣) سبأ : ٣ ، في الأصل (لا يعزب عنه شيء) واللفظ في المصحف ما أثبتناه.
(٤) أي : معناهما في حق الله تعالى.
(٥) التغابن : ١١.