قلنا : خوطبنا به والحكيم لا يخاطب بما لا يفهم ، وأيضا الواو في قوله تعالى : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (١) ظاهرة في العطف ، وإن سلم عدم ظهوره كذلك فمتشابه ؛ لاحتماله الحال والاستئناف والعطف (٢) ، فيلزمهم ألا يحتجوا بها لكونهم لا يعلمون تأويلها.
قالوا : ورد الوقف على الجلالة.
قلنا : الوقف لا يمنع العطف بدليل صحة الوقف على أوساط الآي إجماعا ، وإنما يمنع دليل الإضراب عن الكلام السابق ، واستئناف ما بعده ، وهو معدوم هنا.
القاسم بن إبراهيم ، والهادي ، والمرتضى ، والحسين بن القاسم العياني (٣) : وفواتح السور نحو (الم) مما استأثر الله بعلم معانيها.
القاسم عليهالسلام (٤) : ويجوز أن يطلع الله [سبحانه] بعض أوليائه على معانيها.
قلت : بل الأظهر أنها على معانيها الوضعية (١) أقسم الله تعالى بها كإقسامه بالنجم والسماء ، ونحوهما ، بدليل صحة العطف على كثير منها بمقسم به نحو (ق
__________________
(١) آل عمران : ٧.
(٢) م ط (مع العطف) ،
(٣) والإمام أحمد بن سليمان.
الحسين بن القاسم : هو الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي العياني عليهمالسلام ، مولده سن ٣٧٦ ه ـ ، ودعا بعد وفاة أبيه ، وكان من كبار علماء الآل ، وله آثار جمة ، وانتفع بعلومه الأمة ، بلغ في العلوم مبلغا تحتار منه الأفكار ، وتنبهر منه الأبصار ، على صغر سنه ، فلم يكن عمره يوم قيامه عليهالسلام إلا سبع عشرة سنة ، وقد روي عنه أشياء خارجة عن سنن أهل البيت عليهمالسلام ، رواها الإمام أحمد بن سليمان في حقائق المعرفة ، وقد نزهه عنها ، وفند كل من قال بها ، وكذلك الإمام عبد الله بن حمزة عليهالسلام ، فقد أثنى عليه ، وعقائده ـ كما نص عليه في كتاب الرحمة وغيره ـ مثل عقائد أئمة الزيدية من العدل والتوحيد ، وتبرأ إلى الله من كل ما نسب إليه خلاف ذلك ، وله المصنفات الكثيرة النافعة ، قبره خارج (ريدة) على يمين النازل من جبل الغولة ، يبعد عن الإسفلت بأقل من كيلومتر واحد.
(٤) وكذا الإمام الهادي عليهالسلام.