النجارية (٢) ، والكلابية (٣) والأشعرية (٤) والضرارية (٥) وحفص الفرد : بل الله يخلقه كذلك (٦) وللعبد منه كسب.
قلنا : حصوله منا بحسب دواعينا وإرادتنا ـ معلوم ضرورة ، عكس نحو الطول والقصر ، وقوله تعالى : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) (٧) ونحوها ، ويلزم أن تجعلوا الله تبارك وتعالى علوا كبيرا ـ كافرا لفعله الكفر ، كاذبا لفعله الكذب ، ونحو ذلك ، والكافر والكاذب أبرياء من ذلك ـ لعنوا بما قالوا ـ ويلزم من إفكهم ذلك بطلان الأوامر والنواهي ، وإرسال الرسل ؛ لأنه لا فعل للمأمور ، والكل كفر.
قالوا : قال تعالى : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) (٨).
قلنا : معناه خلقكم والحجارة التي تعملونها أصناما لكم ، بدليل أول الكلام ، وهو قوله تعالى : (أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ) (٩).
__________________
(١) الجهمية : أصحاب جهم بن صفوان قالوا : أن لا فعل للعبد ، ولكن الفعل خلقه الله فيه ، فالعبد عندهم كالشجرة التي تتحرك بتحريك الله تعالى وإرادته ، ولا فعل للعبد البتة ، ونسبته إليه كنسبة الطول والقصر ، والسواد والبياض.
قال الذهبي : جهم بن صفوان ، أبو محرز السمرقندي ، الضال المبتدع ، رأس الجهمية والجبرية هالك ، في زمان صفات التابعين ، وما سمعته يروي شيئا ، ولكنه زرع شرا عظيما ، وقال في التذكرة : وإن جهما دعا الناس إلى تعطيل الرب ، وخلق القرآن بخراسان ، وظهر في مقابلته مقاتل بن سليمان المفسر ، وبالغ في إثبات الصفات حتى جسم.
(٢) النجارية : بناحية الري منسوبون الحسين بن محمد النجار.
(٣) الكلابية : منسوبون إلى عبد الله بن سعيد بن كلاب.
(٤) الأشعرية : منسوبون إلى عمرو بن أبي بشر الأشعري ، وقيل : علي بن أبي بشر.
(٥) الضرارية : أصحاب ضرار بن عمرو.
(٦) أي : في العبد ، فهو فعله تعالى.
(٧) فصلت : ٤٠ ، في استدلال الإمام عليهالسلام بهذه الآية اختيار لمعنى التهديد في الآية لمن قال بهذه المقالة.
(٨) الصافات : ٩٦.
(٩) الصافات : ٩٥.